أخبارتقاريرسلايدمقال

مع استمرار طوفان الأقصى.. الضفة الغربية وقائع تفرض انفجاراً جديداً

 

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز

ترتفع وتيرةً المقاومة يوماً بعد آخر، وينخرط المزيد من الشباب الفلسطيني في أتون معركة طوفان الأقصى المندلعة منذ السابع من أكتوبر تشرين الثاني عام 2023 ، دون أن يفلح الاحتلال في خفض حرارة المقاومة، او إيقاف مدها المتزايد على شاطيء الضفة الغربية، بل ينجح العديد من المقاومين في إيقاع الاحتلال في كمائن قوية داخل الأرض المحتلة عام 1967.

لم تكن الضفة الغربية يوماً بعيدةً عن الأحداث، لكنها تتقدم دوماً للأمام تصنع المعجزات، وتكسر القيود التي صنعتها السلطة الفلسطينية المرتبطة مع الاحتلال باتفاق أوسلو، وما هذه الثورة المتصاعدة إلا دليلاً على تصاعد المقاومة، التي لم تكن لتشتعل بكل هذا الزخم وكل تلك السرعة لولا انتهاكات الاحتلال المتزايدة على أرض الضفة الغربية، فلم لا يتقدم الشاب الفلسطيني ثائراً من أجل وطنه ومقدساته.

إغلاق المدن
ربما كانت المسافة في التنقل بين مدينتي نابلس وطولكرم هي 20 دقيقة في الوضع الطبيعي، إلا أنَّها مع الإغلاقات والحواجز تحتاج لأضعاف هذا الوقت، مما يهدر أوقات المواطنين، ويذكر دوماً بوجود الاحتلال الذي يجعل حياة الناس المعتادة مليئةً بالصعوبات والمشاكل.

كما أنَّ الحواجز العسكرية المحيطة بالمدن والقرى، تلعب أدواراً في امتهان الكرامة الإنسانية، فبعد انتظار المواطنين وقتاً طويلاً لعبور الحاجز، يتعرض الشباب للإذلال والتحقيق، وربما أجبر المواطن الفلسطيني على خلع ملابسه أمام المرور، وقد يطلق عليه النار في حال شعر الجندي بخطر يتهدد حياته.

المستوطنات والمستوطنين
تشكل المستوطنات الإسرائيلية ما نسبته 42% من مساحة الضفة الغربية، تضم 87% من موارد الضفة الغربية الطبيعية و90% من غاباتها و49% من طرقها. وتشير إحصائيات نشرتها شبكة الجزيرة الإعلامية أنَّ عدد المستوطنات في الضفة الغربية بلغ مع بداية عام 2023 نحو 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية، يسكنها 726 ألفا و427 مستوطنا.

يمارس المستوطنون أدواراً إجرامية أثناء الاحتكاك مع المواطنين الفلسطينيين لا سيما بعد قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير توزيع السلاح على مستوطنين بالضفة الغربية، بدعوى منع هجمات فلسطينية محتملة وأن الجيش الإسرائيلي – كما يقول بن غفير – لا يستطيع تغطية كل مكان في الضفة الغربية او الداخل المحتل عام 1948.

ويدفع وجود السلاح بين أيدي المستوطنين بشكل كبير، مع الحالة العدائية المتنامية إلى سهولة ممارسة القتل والعدوان على مناطق الاحتكاك إضافةً إلى الاعتداء على المزارعين في الأرياف مما يمنع كثيراً من مواسم الفلسطينيين أن تأتي بثمارها على الفلاحين والمزارعين.

حالة الركود الاقتصادي
يشير تقرير “المرصد الاقتصادي” الصادر عن وزارة الاقتصاد أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن 85% من المنشآت الاقتصادية منها تراجع أداؤها نتيجة تواصل اقتحامات الاحتلال للقرى والمدن الفلسطينية، وأن 8% تعرَّضت لاعتداءاته المباشرة.كما تراجع متوسط العاملين في 41% من المنشآت الاقتصادية بالضفة الغربية بنسبة 54% من إجمالي عدد العاملين نتيجة التدهور الاقتصادي بمختلف القطاعات، بسبب تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر مع التوقف شبه التام لعجلة الإنتاج في قطاع غزة.

وتبين هذه الإحصائيات جانباً من حالة الركود الاقتصادي المحلي الذي تفرضه قيود الاحتلال واجتياحاته المتكررة على أراضي الضفة الغربية، وفي حال أضفنا حالة البطالة الناتجة عن منع العمال من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 فإنَّ حجم البطالة بين الشباب في ارتفاع كبير مما ينذر بانفجار في وجه الاحتلال.

انفجار قائم
لا يستطيع أحد أن ينكر أنَّ الانفجار الداخلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة قائم، وإذا أشرنا إلى الواقع الاجتماعي فإنَّ حجم البطالة كبير وحتى موظفي الحكومة لا يتلقون رواتبهم بانتظام وإن حصلوا على شيء منه كان مقسطاً،وأمَّا سياسياً فلم تعد السلطة الفلسطينية محل ثقة المواطن الفلسطيني بعد امتناعها عن حمايته من هجوم المستوطنين أو تحسين حالة المواطن بشكل عام.

إذن كل هذه المظاهرات والاحتجاجات المتعاطفة مع قطاع غزة والداعية إلى إنهاء الحرب، علاوة على أعمال المقاومة في الضفة الغربية من إطلاق نار إلى تفجير عبوات ناسفة إلى مواجهات متنوعة كلها تتنامي وتكبر، وربما الطوفان لم يكتمل بعد – كما قال محمد الضيف – غير أنَّ ارهاصات اكتماله بتت وشيكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى