أخبارتقارير

جنين 2023: بأسٌ لن يُكسر ومقاومة متجددة

 

جنين – خدمة حرية نيوز
جنين العصية على الكسر، المقاومة حتى يعجز الصبر، كانت كذلك في 2023 وستبقى كذلك حتى يُكتب لها أن تنتصر على غزاتها وأقزامهم.

كانت جنين الأولى، وبقيت الأولى 2023 في سجل الصبر والمقاومة، حتى أن مقاوميها استبسلوا في الدفاع عن مدن الضفة الأخرى وهبوا لنجدة إخوانهم فيها، وحتى أن مخيمها أضحى المأوى لكل مقاوم ومناضل.

سجلت جنين أرقامها الذهبية عام 2023، ففي إبريل سجلت 55 عملية إطلاق نار، و27 عملية إلقاء عبوات ناسفة، وفي فبراير سجلت 154 عملًا مقاومًا، منها 51 عملية إطلاق نار، و17 عملية إلقاء لعبوات.

وفي مارس تمكن مقاوموها من إسقاط ثلاث طائرات استطلاع، كما أشعلوا 54 عملية إطلاق نار، أما في إبريل فقد سجلت 155 عملية مقاومة، منها 48 عملية إطلاق نار، و16 عملية إلقاء عبوات محلية الصنع.

وفي مايو وحزيران، سجلت المحافظة 142، و224 عملًا مقاومًا على التوالي، حيث احتلت جنين المرتبة الأولى في عمليات إطلاق النار بوجه الاحتلال ووصلت إلى 68 عملية في شهر حزيران.

حيث سجلت جنين في النصف الأول من العام تطورات جديدة في عمليات المقاومة النوعية، والتي تمثلت في تطور التصنيع العسكري والتي كان من أبرزها صناعة وإطلاق عدد من الصواريخ وكذلك صناعة وزراعة العبوات الناسفة شديدة الانفجار، والتي أعطبت العديد من مركبات ومصفحات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومع منتصف العام كانت جنين قد روت أرض فلسطين بدماء أكثر من 52 شهيدًا، و236 جريحًا، من خلال أكثر من 1034 عمل مقاوم، من بينها 7 عمليات إسقاط طائرات، وعمليتي إطلاق صواريخ، و322 عملية إطلاق نار.

وما بعد حزيران ليس كما قبله، حيث أطلقت المقاومة معركة “بأس جنين” للتصدي للعدوان الإسرائيلي الكبير على جنين ومخيمها الذي بدأ فجر الـثالث من شهر حزيران، حيث أفشلت أهداف العدوان الإسرائيلي المتمثلة في تدمير المقاومة وبنيتها التحتية وسلاحها، بمشاركة أكثر من ألف جندي من القوات الخاصة الإسرائيلية.

وردت المقاومة بالاشتباك مع قوات الاحتلال بالأسلحة والعبوات المتفجرة، ما أدى لمقتل جندي واصابة آخرين واعطاب عدد من الأليات العسكرية المصفحة.

كما أكملت المقاومة ضرب أهداف الاحتلال بعد انسحابه من جنين حيث واصلت كتيبة العياش في جنين التابعة لكتائب القسام، عمليات اطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية، وأعلنت استهداف مستوطنة “شاكيد” غرب جنين بصاروخين من طراز قسام (1) بتاريخ 10/7، كما استهدفت مستوطنة “رام أون ” بصاروخ آخر من طراز قسام (1) في 27/7.

وفي آب، وتموز تواصلت عمليات المقاومة، حيث نفذت المقاومة 129 نشاطًا في آب، و 162 نشاطًا في تموز، كما وشهدت “تل أبيب” بالداخل المحتل في 5/8/2023 عملية إطلاق نار نفذها الشهيد كامل أبو بكر (27 عاماً) -من قرية رمانة غرب جنين-، أسفرت عن مقتل أحد عناصر شرطة الاحتلال، وإصابة (2) آخرين بجراح.

ومع انطلاق عملية طوفان الأقصى تصاعد العمل المقاوم في جنين، ليشمل أكثر من 125 عملية إطلاق نار، كما خاض المقاومون في مخيم جنين بتاريخ 25/10معركة بطولية، تصدوا خلالها لقوات الاحتلال المتوغلة، وأمطروا الجنود بوابل من عمليات إطلاق النار، وتفجير العبوات محلية الصنع، وخاضوا اشتباكات مسلحة عنيفة مما أوقع إصابات في صفوف جنود الاحتلال، واضطرار الجنود للانسحاب من المخيم بعد فشل عملية الاقتحام.

وفي تطور نوعي لسلاح المقاومة في الضفة، أطلق مقاومون صاروخين من جنين باتجاه مستوطنة “ميراف” شرق جنين، كما نفذ المقاومون عملية إطلاق نار وتفجير عبوة ناسفة بقوة من جيش الاحتلال قرب بلدة برقة شمال نابلس، مما أدى إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال.

ومع نهاية نوفمبر ومنتصف ديسمبر سجلت المقاومة في جنين أكثر من 135 عملية إطلاق نار، وفي الـ23/11 أطلقت كتبية العياش في جنين، صاروخ قسام “1” تجاه مستوطنة “شاكيد” رداً على جرائم الاحتلال في غزة والضفة وبحق الأسرى والأقصى.

ورغم ما تعانيه جنين من تدمير كبيرٍ في البنى التحتية وانتهاكات متكررة بحق مواطنيها، وحالات إعدام مباشر تطال أطفالها وشيوخها على يد الاحتلال، إلا أنها تثبت يومًا تلو الآخر أنها عاصمةٌ للمقاومة، وأن سهلها الفسيح سيظل أخضرًا مرويًا بدماء شهدائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى