تقاريرسلايد

الضفة الغربية.. خيار مقاومة متجذر وشهداء على طريق الحرية

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
تقدم الشعوب الباحثة عن الحرية آلاف الشهداء والضحايا قرباناً لتحرير أرضهم المحتلة، واسترداد كرامتهم المسلوبة، واختيار حياة تسر الصديق وتذل الأعداء، في فلسطين مقاومة باسلة وثورة متواصلة ونضال متقد منذ 70 عاماً دون أن تكل البندقية الفلسطينية من قذف رصاصتها إلى صدر المحتل أو يمل شعب يرزح تحت الاحتلال من توفير الحاضنة اللازمة لحماية مقاومة تقدم قادتها وكوادرها شهداء من أجل التحرير والانعتاق.

تعيش فلسطين لحظة الاقتراب من اليوم المئة على الحرب التي يقودها العالم المتحالف مع دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الباحث عن الحرية، وعلى الرغم من مرور كل تلك الأيام الدامية غير أن أحداً لا يستطيع التكهن بنوايا الاحتلال الذي لا يرقب في الشعب الفلسطيني إلاً ولا ذمة! هل سيتوقف عن قذف القنابل الدولية والصواريخ الأمريكية على المدنيين من أبناء الشعب في قطاع غزة! أم أنَّ الاحتلال ما زال في عجبته مزيداً من الرغبة في إراقة الدماء وإزهاق الأرواح وترويع الآمنين.

شهداء في الضفة الغربية
تلك حرب دائرة بكل أركان الجريمة المنظمة من قبل الاحتلال هناك في قطاع غزة، وأمّا هنا في الضفة الغربية فيرتكب الاحتلال مزيداً من القتل والجراح والاجتياح دون أن يشفع انسجام السلطة الفلسطينية مع قرارات المجتمع الدولي ورغبات مخابرات الاحتلال، وتجنيب امتيازاتهم التعرض للسحب، هنا في الضفة الغربية لم تمنع جيوش منظمة التحرير الفلسطينية التي تتلقى رواتب تعادل أكثر من ثلثي ميزانية السلطة الفلسطينية من منع الاقتحامات المتكررة لقد أخرسهم عذر العلاقة مع الاحتلال.

ففي 9 يناير/ كانون الثاني عام 2024 تسللت قوات الاحتلال إلى ضاحية إكتابا بالقرب من مدينة طولكرم بهدف اعتقال مطلوبين، وبعد وقوع اشتباكات مسلحة مع المقاومة الفلسطينية ارتقى ثلاثة فلسطينيين شهداء وهم يوسف علي الخولي 22 عاماً، وعاهد سلمان موسى 23 عاماً، وطارق أمجد شاهين 24 عاماً.

وفي السابع من الشهر الجاري استشهد 6 فلسطينيين عبر استهداف مسيَّرة تابعة لجيش الاحتلال لهم في مدينة جنين وهم: الأشقاء هزاع ناجح حسن درويش27 عامًا، ورامي 22 عامًا، وأحمد 24 عامًا، وعلاء 29 عامًا، ورزق الله نبيل سليمان (18 عامًا)، ومحمد ياسر موسى عصعوص وبهذا تزداد معاناة العائلة الفلسطينية في الضفة الغربية التي يستشهد من أبنائها 4 أشقاء في يوم واحد.

مقاومة متقدة
لا ينفك الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من مواصلة النضال، فالمقاومة على الرغم مما يصيبها من عدوان من قبل الاحتلال غير أنَّها تستمر في تصاعدها حتى تقطف ثمر الحرية، ففي العام 2023 وثق مركز معلومات فلسطيني معطى مئات عمليات المقاومة النوعية والشعبية في الضفة الغربية التي أسفرت في مجملها عن مقتل (43) إسرائيلياً وإصابة أكثر من (507) آخرين مما يشير إلى حراك مقاوم حقيقي.

ويشير محللون سياسيون إلى أنَّ عمليات المقاومة تتصاعد طردياً مع الانتهاكات الإسرائيلية، وهذا يجعل من قوة الردع التي يحاول الاحتلال القيام بها في مهب رياح المقاومة تتهاوى أمام الضربات النوعية المستمرة، وتتساقط أمام إرادة الفلسطينيين في الضفة الغربية الذي أبوا التدجين بعد قيام جمعيات متعددة بتمويل دولي على نشر ثقافة بعيدة عن أخلاق وقيم الشعب الفلسطيني في مجملها تصده عن طلب حقه في الأرض والسعي في استردادها.

ويؤكد مراقبون للحالة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة أنَّ الغليان الوطني الذي تحياه الأراضي الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية لا تنكسر نتيجةً للاجتياحات المتكررة ولا حتى الاعتقالات ولا هدم البيوت أو مصادرة الأراضي بل على العكس من ذلك فإنَّ جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني صاحب الوطن المحتل تزيد من عزيمته وإصراره على مواصلة ذات الطريق الذي سارت عليه كل الشعوب لنيل حريتها.

هناك ضفة غربية وقعت تحت الاحتلال ثم صنعت من حالتها الطارئة رجالاً مقاومين وقادة تشاركوا في البندقية الثائرة كما اشتركوا في الشهادة وما اختلاط الدم بين القادة والشهداء منا ببعيدة وما زال اغتيال القائد الشهيد صالح العاروري ومناضلي الشعب الفلسطيني مثالاً لتقديم القادة شهداء على مذبح الحرية والانعتاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى