أخبارتقاريرسلايد

عام على اغتيال القائد القسامي إمام المجاهدين يوسف شريم

جنين – خدمة حرية نيوز

تمر اليوم الذكرى الأولى على ارتقاء القيادي في كتائب الشهيد عزالدين القسام يوسف صالح بركات شريم (29 عاما) شهيدا، إلى جانب القيادي في سرايا القدس نضال أمين زيدان خازم (28 عاما)، بعملية اغتيال جبانة نفذتها قوات خاصة إسرائيلية في شوارع مدينة جنين.

ميلاد مقاوم عنيد

في مخيم جنين بالضفة المحتلة، وُلد الشهيد القسامي القائد يوسف صالح شريم (29 عاماً) لأسرة عرفت بتاريخها النضالي، والتزامها الديني.

وبدأ يوسف مشواره الجهادي في ريعان الشباب، ويُعد أحد قادة كتائب القسام الذين كان لهم بصمة واضحة في العمل العسكري، تجده في كل صولة وجولة حينما يقتحم العدو مدينة جنين ومخيمها.

وعشق فكرة الجهاد، وعانى الشهيد القائد في سبيل فكرته، فقد اعتقل في سجون العدو الصهيوني وتعرّض للملاحقة والمطاردة منذ أكثر من سنة، فكان من الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لمواجهة العدوان على الأرض والإنسان، ومواجهة الحرب الدينية التي يشنّها المحتل على المقدّسات.

ولم يكن الشهيد يوسف حالة فريدة في عائلته؛ فهو شقيق الأسير المجاهد محمود شريم، والمُعتقل منذ عام 2017م، والمتهم بمساعدة أسرى نفق الحرية، ويقضي حكماً بالسجن 8 سنوات.

واعتقلت قوات الاحتلال شقيقه الأصغر بركات عام 2022، بعد استدعاء الشهيد يوسف ورفضه المثول للإستدعاء، وحكمت عليه بالسجن 20 شهرا.

إمام المجاهدين

الشهيد القسامي شريم عرفته كتائب القسام وجنودها بأنه إمامها، وظهر القسامي القائد يوسف الشريم أثناء صلاته بمقاتلي كتائب القسام على جبال جنين، التي عرفتهم مقاتلين أشداء رافضين للذل والظلم والاحتلال.

وعُرف يوسف بين أهله وإخوانه المجاهدين بالليث المقدام، الذي تجده في كل الساحات، ومن أول الملبّين لنداء الواجب، وأول المقبلين على العمل الجهادي، ليكون قدوةً لعشرات الشباب الذين عشقوا درب الجهاد والاستشهاد.

كانت الشهادة في سبيل الله أسمى ما لدى يوسف من أمنيات، وهذا ما جعله يضع نفسه سهمًا في كنانة القسام يصيب به مقتلًا في نحور المحتل الغاصب.

بطلا مقداما

وقال صالح شريم، والد الشهيد شريم إن نجله كان مقاوما بطلا مقداما شجاعا، لم يخشى الاحتلال ولا غيرهم، وكان دوما ما يتصدى لهم في كل اقتحام تشهده المدينة، إلى جانب إخوانه المجاهدين، ولطالما تمنى الشهادة واللحاق بركب الشهداء المقاومين المقبلين.

ولفت شريم إلى أن نجله أسير محرر اعتقل لدى الاحتلال لمدة 6 شهور، واستدعاه الاحتلال لعدة مرات، ومنذ قرابة العام عاش حياة المطاردة، ملتحقا بدرب المقاومة ورافضا تسليم نفسه حتى ارتقى شهيدا اليوم برصاص قوات الاحتلال الخاصة.

وذكر شريم أنه هاتف نجله قبل نصف ساعة من ارتقائه حيث اطمئن عليه وطمأنه على نفسه، ثم اتصلت زوجته عليه وأخبرته أن نجلهما يوسف ارتقى شهيدا.

أما والدة الشهيد يوسف فقد ظهرت محتسبة صابرة خلال وداع نجلها قائلة: “ربي وملائكة السماء يرضى عليك، والحمد لله رب العالمين طلبتها ونلتها والله يتقبلك مع الأنبياء والشهداء”.

على موعد مع الشهادة

في مساء يوم الخميس الموافق 16/3/2023 كان شهيدنا على موعد مع الشهادة، حين اغتالت قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال القيادي شريم إلى جانب القيادي في سرايا القدس نضال خازم، وارتقى إلى جانبهما الشهيد الطفل عمر محمد عوادين (16عاما)، والشهيد لؤي خليل صغير (37 عاماً).

وأطلقت قوات إسرائيلية خاصة النار صوب المقاومين من مسافة صفر أثناء تواجدهما في شوارع المدينة، حيث تسللت القوة لمدينة جنين، أعقبها الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة مع قوات الاحتلال، استهدف خلالها المقاومون قوات الاحتلال بالرصاص.

القسام يزف قائده

وزفت كتائب الشهيد عزالدين القسام شهداء جنين وعلى رأسهم القائد القسامي المجاهد يوسف صالح شريم الذين اغتالتهم قوات الغدر الصهيونية في جنين.

وأكدت كتائب القسام في حينه على أنه “إذا ظن المحتل أن تصعيد عدوانه على شعبنا وحربه الدينية التي يشنها على مقدساتنا ستوهن عزمنا أو ستكسر إرادتنا؛ فهو واهم وستثبت الأيام صدق قولنا”.

كما زفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى جماهير شعبنا الفلسطيني المرابط شهيدها القسّامي القائد: يوسف صالح بركات شريم، والشهداء الذين أرتقوا إلى جانبه، مشددة على أن عملية الاغتيال الجبانة لاثنين من قادة المقاومة لن تمر دون عقاب، والاحتلال الذي خَبر المقاومة يوقن أن ردّها قادم، وبأنّ مسيرة المقاومة ماضية حتى التحرير.

ستبقى دماء الشهداء وقود الثورة في وجه المحتل، ولعنات تطارده في كل مدينة وشارع وزقاق من حيث لا يحتسب، وستبقى مسيرة الجهاد مستمرة برجالٍ لا يعرفون للسكون والرجوع طريقاً، ولن تهدأ سواعدهم حتى يحققوا الهدف المنشود بتحرير فلسطين كل فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى