تقاريرسلايد

عرب المليحات.. تجمع بدوي يواجه مخططات “الترانسفير” وعدوان الاحتلال ومستوطنوه

18 تجمعا رعويا في الضفة اختفت عن الخريطة

أريحا – خدمة حرية نيوز

شهد تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات غرب أريحا في الآونة الأخيرة تصاعدا كبيرا وخطير من اعتداءات المستوطنين التي أصبحت بشكل يومي ليلا ونهارا، ضيّق المستوطنون الحياة على الفلسطينيين هناك، ونكّلوا بهم طيلة السنوات الماضية.

تجمع عرب المليحات يقطنها 65 عائلة فلسطينية، تواجه خطر الترانسفير شأنها شأن الأغوار الفلسطينية والتجمعات البدوية والرعوية في الضفة الغربية التي تشهدا تطهيرا عرقيا وعمليات تهجير صامتة، وعنف متصاعد للمستوطنين أدى لترحيل وتهجير 18 تجمع رعوي اختفت عن الخريطة منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر العام الماضي.

ومع بداية العدوان على غزة، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على عرب المليحات، والتجمعات البدوية بالضفة بشكل عام، خاصة مع القرارات الإسرائيلية بتسليح المستوطنين بشكل واسع بعد تاريخ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وتتم عملية خنق التجمعات الرعوية في الضفة الغربية، الأغنام في حظائرها، كل مناطق المراعي مغلقة بعد أن تم السيطرة عليها من قبل المستوطنين المتطرفين والمدججين بالسلاح، وأسعار الأعلاف لا تسمح للرعاة البقاء، الأطفال في حالة ذعر.

تجمع عرب المليحات المقام على هذه الأراضي منذ عام 1981، وهم الآخرون سيضطرون لترك التجمع والرحيل إن بقيت الاعتداءات متصاعدة دون لجمها، وبذلك يحقق المستوطنون في المنطقة هدفا جديدا في ترحيل الأغوار.

ولا يوجد من ينقذ عرب المليحات، فجيش الاحتلال يتعاون مع المستوطنين، ومثله أيضاً ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية وكافة مؤسسات الاحتلال التي تعمل على: “عملية الترانسفير العنيف والصامت بدون أي عائق”.

سيطرة كاملة

وتحيط مستوطنات ريمونيم وكوخاف شاحر، وموفوت أريحا ويتيف، وبؤر استيطانية ومزارع بعضها لا يحمل اسمًا، بالقرية البدوية الصغيرة عرب المليحات، والمنطقة كانت هادئة نسبيا قبل سنوات، إلا أنها تدهورت في أعقاب سعي المستوطنين للسيطرة على كل الأراضي لصالحهم في السنوات الأخيرة.

وبعد الحرب على غزة التي أنهت كل الحدود التي كانت قائمة، ارتدى “زعران المستوطنين” الزي العسكري لجيش الاحتلال، وزودوا بالسلاح، ومركبات عسكرية سميت “وحدات الاستنفار”.

وتحولت منطقة الأغوار وسفح الجبل لمنطقة حرب على الأرض، ولجعل حياة السكان بائسة حتى يحذوا حذو المجتمعات الرعوية الأخرى ويهجروا أراضيهم، ولتكون المنطقة كلها يهودية وكلها للمستوطنين.

وفي محيط منطقة عرب المليحات، تتواجد مركبة عسكرية إسرائيلية، لتعزيز القبضة الحديدية للمستوطنين على التجمع حتى يتم تهجيره هو الآخر.

تهجير متواصل

وسكن المواطنون في عرب المليحات منطقة المعرجات بعد أن تم تهجيرهم من مكان سكنهم، مرة من النقب إلى الضفة “الأردنية” في حينه في العام 1948، والمرة الثانية إلى هنا، بعد أن أقام الجيش الإسرائيلي معسكراً في وسط الضفة الغربية.

واليوم يحاول المستوطنون تحت دعم كل مؤسسات الاحتلال تهجير عرب المليحات للمرة الثالثة، ولتبقى مخططات التهجير في مخططات الاحتلال ومستوطنيه.

المتحدث غير الرسمي لتجمع عرب المليحات سليمان مليحات، يقول في التجمع حوالي 5500 رأس من الأغنام، ليس لديهم مكان للرعي بعد أن سيطر المستوطنون على الأراضي المحيطة بهم.

ومليحات صاحب قطيع من الأغنام تعداده 130 رأس، وعمه جمال صاحب قطيع أغنام تعداده 150 رأس، 35 منها سرقت مؤخراً على يد المستوطنين.

ويتحدث سكان عرب المليحات عن هجمات المستوطنين عليهم وعلى قطعان أغنامهم في ساعات اليوم وفي ساعات الليل، ويقومون بإلقاء الحجارة عليهم ودهس أغنام بالتركتورونات، وهناك مرات تم حرق خيم.

خطط سيطرة وتهجير

وتعمل مجموعات المستوطنين على تطبيق خطة عمل تتمثل في منع السكان في المنطقة من الاقتراب من حدود المستوطنة أو البؤرة الاستيطانية، حتى 2 كم من حدودها.

وعقب ذلك يقوم المستوطنون ببناء المزارع والبؤر الفردية كتلك التي سيطر عليها المستوطن “عومر”، والذي وفق روايات سكان التجمع سيطر على قرابة 2000 دونم، ومنع الرعاة من الاقتراب منها، ومنذ بداية الحرب على غزة يتحرك في المنطقة بالسلاح وبالزي العسكري.

والمستوطن “زوهر” هو الآخر أقام بؤرة استيطانية زراعية حملت اسمه، وسيطر مع قطيعه على مساحة قاربت على 3000 دونم، ومنع سكان التجمع من الاقتراب منها.

تواطؤ قوات الاحتلال

ولفت أهالي المليحات إلى أنه عند استدعاء قوات، يقوم المستوطنون بإرشادها مَن يعتقلون مِن السكان، وكثير من السكان اعتقلوا بناء على طلب المستوطنين.

وأضاف الأهالي: “في كثير من الأحيان يأتون بعد أن يغادر المستوطنين، وعند ذهاب السكان لتقديم شكوى لدى “شرطة بنيامين” لا يسمحون لهم بالدخول إلا بوجود محامي، وحتى اليوم لم تسفر أي عملية تحقيق عن نتائج”.

ولاحظ أهالي عرب المليحات قبل عدة أسابيع وجود ثلاثة حفر بالقرب من مدرسة القرية، وكانوا على قناعة بأن الحفر عبارة عن رسالة من المستوطنين لترهيب السكان، بأنهم سيقتلون وسيقبرون هنا إن هم اقتربوا من المستوطنات.

ثبات ورفض للتهجير

ويعيش سكان المليحات بالأغوار في ظروف حياتية صعبة وقاسية جدا، فهم يعاندون صعوبة الطبيعة وظروفها القاسية، وبذات الوقت يقاومون الاحتلال والتقدم الاستيطاني الاحتلالي.

وقبل عدة شهور أخلي تجمع روعي واد السيق بسبب عنف المستوطنين، والسكان في عرب المليحات يعتقدون أن مصيرهم سيكون شبيه، ولكنهم حتى الآن هم لن يتنازلوا عن مكانهم.

وقالوا:”لن نترك المكان، نحن هنا، وليس لدينا مكان آخر، ولدنا هنا سنوات طويلة قبل مجيء المستوطنين ولن نرحل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى