أخبارتقاريرسلايد

مخيماتُ الضفّة.. بارودٌ متوقّد يحرقُ مشاريعَ الاحتلالِ ومخططاتِه

صمودٌ ومقاومةٌ

الضفة الغربية- خدمة حرية نيوز

صامدةٌ في وجهِ آلة الحرب الإسرائيلية، أهلُها ثابتون على أرضِهم، وثوّارها مرابطون على عتباتِها، ومقاومُوها ما زالوا يصعّدون هجماتِهم ضد الاحتلال ومستوطنيه، الذين يسعون ليلًا ونهارًا سرًا وجهارًا لنزع هوية مخيمات الضفة الغربية.

هذه المخيماتُ الفلسطينية التي قاومت وما زالت تقاوم، وجّهت ضربةً قوية إلى مشروع الاحتلالِ الساعي لتغيير معالم الضفة والسيطرة الكاملة عليها، فلم تستكنِ ولم تهن في وجه مشاريع الاحتلال فقاومت وصمدت وتحدّت.

دماءٌ تروّي الأرضَ

وتعرضت مخيمات الضفة الغربية لاعتداءات وتخريب للبنى التحتية وتدمير متعمد، في خضم عمليات عسكرية إسرائيلية واقتحامات ارتقى خلالها عدد من الشهداء، ورووا بدمائهم الطاهرة أرض الضفة الغربية وربوعها وسهولها.

ويشكل اللاجئون في الضفة ما نسبته 26% من السكان يعيش ربعهم في 19 مخيمًا رسميًا فيما يقيم الآخرون في مدن وقرى الضفة الغربية، بالإضافة إلى 5 مخيمات غير معترف بها رسميًا.

وحاولت قواتُ الاحتلال تقويض العمل المقاوم الذي فاجئ الاحتلال بتطور أساليبه وأدواته، وشكله الذي يأخذ الطابع الجماعي شبه المنظم. لكن، مع أحداث السابع من أكتوبر، وضمن سياق حرب الإبادة التي تشنّها على قطاع غزّة، فتح الاحتلال جبهة كاملة من حربه هذه على مخيّمات الضفّة بوصفها معاقلاً لبؤر المقاومة الواجب تصفية جيوبها، وهذا ما فشل فيه فشلًا ذريعًا تحت ضرباتِ المقاومةِ وصمود الحاضنة الشعبية.

الهوية الفلسطينية

لقد حاول الاحتلال تغيير هوية المخيمات الفلسطينية، إلا أن تلك المخيمات قد شكلت شوكة في حاصرة المؤسسة الأمنية والاستخباراتية لدى الاحتلال، وباتت العقبة الأكبر في مسار إذابة الهوية الفلسطينية، فهو يعرف وما زال على أنّه عنوان القضية الفلسطينيّة، وهويتها وتاريخها وسرديتها. وهو نِتاج حدث النكبة والشاهد على جرائم الاحتلال وعدوانه ومجازره ومآلات ذلك من معاناة معيشية، تفرض على اللاجئ فيه أنّ ينظر إليه على أنّه مكان مؤقت للمعيش. فهو محطة انتظار وبوابة للعودة إلى أرضه المحتلّة.

عبت الذاكرة الجماعية الحيّة للمخيّم وأهل المخيّم، عن سياسات النكبة، التهجير، التدمير، محاولات المحو والإبادة، وتجربة الشتات والنفي، دورًا في الحفاظ على الهويّة الفلسطينيّة الوطنيّة، ودورًا في خلق الهويّة الاجتماعية للاجئين.

مقاومةٌ حتى التحرير

كما أنتجت وعيًا ثوريًا مقاومًا في وجه الاحتلال يشكّل حتّى يومنا هذا إحدى أهم بواعث الفعل النضالي لممارسات المقاومة والحركات الثورية ودافعًا للانتفاض والصمود.

ورغم كل المجازر التي يرتكبها الاحتلال، ورغم كل الاعتداءات المتواصلة بحق المخيمات الفلسطينية من إعداماتٍ واعتقالاتٍ واقتحاماتٍ متتالية، إلا أن المخيمات الفلسطينية ما زالت صامدة، ومتمسكّة بالهوية الفلسطينية وبنهج المقاومة حتى تحرير الأراضي الفلسطينية والعودة للديار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى