تقاريرسلايد

الأسرى المقدسيون.. واقع مرير وقوانين عنصرية

القدس المحتلة-خدمة حرية نيوز:
منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، فرضت سلطات الاحتلال على سكانها قيوداً متعددة، وأعطتهم تصنيفاً قانونياً شاذّاً يستهدف شطبهم من سجل الوجود وهم أحياء.

هذا الوضع القانوني العنصري المبهم، يعاملون بموجبه كفلسطينيين في الزنازين أو حين يطالبون بحقوقهم، ويعامَلون كمواطني دولة الاحتلال حين يكون هناك صفقات لتبادل الأسرى أو حقوق تُمنح للأسرى نتيجة إضرابهم عن الطّعام وغيرها من الخطوات الاحتجاجيّة.

وكما جميع الأسرى، يعاني الأسرى المقدسيّون من التعذيب والعزل، وسوء ظروف الاعتقال المعيشيّة والصحيّة ووحشيّة تعامل قوات الاحتلال معهم، والسعي الدائم لعزلهم عن الآخرين والاستفراد بهم.

أحكام جائرة

ويؤكد المختص في شؤون القدس الأسير المحرر بسام أبو اسنينة أن دولة الاحتلال تتعمد إصدار أحكام جائرة بحق الأسرى المقدسيين لأنهم يحملون بطاقة الهوية المقدسية بهدف إضعاف روحهم الوطنية وجعلهم عبرة لأهالي القدس الذين يحاولون الدفاع عن قضايا شعبه الفلسطيني.

وأوضح أبو اسنينة أن الاحتلال يتعامل مع الأسرى المقدسيين بمزاجية عالية فعندما يصبح الحديث عن صفقة تبادل يصر الاحتلال على اعتبارهم مواطنين يحملون الهوية الإسرائيلية، وعندما يكون الحديث عن حقوقهم يُعامل المقدسي على أنه فلسطيني يمارس “الإرهاب”، مشيرا إلى أن المقدسيين وعلى الرغم من معاناتهم إلا أنهم يصرون على أن يكونوا جزءا هاما وفاعلا في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأقصى.

مئات الأسرى من القدس

وأضاف أبو اسنينة أن قرابة (500) أسيرا مقدسيا يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم نساء وشيوخ وأطفال ونواب وأسرى تحرروا في صفقة “وفاء الأحرار” وأعيد اعتقالهم.

ولفت أبو اسنينة الى أن من بين الأسرى المقدسيين من أمضوا في السجون 30 عاما بل يزيد، موضحا أن الاحتلال يتعمد إذلال أهالي الأسرى فهم يعانون من منع الزيارات تحت ما يُسمى “المنع الأمني” ومن المضايقات والتحرشات والإجراءات والاعتقالات الإسرائيلية المستمرة لهم أثناء توجههم للزيارة.

وبيّن أبو اسنينة أن للأطفال المقدسيّين حصّتهم من المعاناة أيضاً فدولة الاحتلال تحاكم الأطفال وتحتجزهم ضمن ظروف سيئة جدًّا، وهم يتلقون المعاملة نفسها التي يتلقّاها الأسرى الفلسطينيون الآخرون.

انتفاضة القدس

وأردف :”منذ بداية انتفاضة القدس في الاول من تشرين اول/اكتوبر2015 ودولة الاحتلال تنتهج سياسة منظمة تستهدف سكان القدس وخاصة أطفال القدس والتضييق عليهم، فاعتقلت منذ اندلاع انتفاضة القدس نحو (3000) طفل مقدسي وصعدت من اجراءاتها القمعية بحقهم مثل إجراءات المحاكمة الطّويلة والمعقّدة، وفرض الغرامات المالية الباهظة، والتعذيب أثناء التحقيق، وعدم وجود رعاية صحية، والحرمان من الحق في التعليم.

اضافة الى ابعاد العشرات منهم عن أماكن سكناهم وتحويل مئات البيوت الى سجون والعائلات المقدسية إلى سجانين على أطفالهم بعد فرض الحبس المنزلي على أبنائهم القُصر.

وناشد أبو اسنينة على المستوى الرسمي والفصائلي بضرورة التحرّك بكل السّبل لتحسين أوضاع الأسرى إجمالا والمقدسيين بشكل خاص وتثبيت حقوقهم وتعزيز صمودهم في وجه تعنّت الاحتلال وظلمه، والعمل على تحريرهم من سجون الاحتلال، وحماية أبنائهم وأطفالهم ونسائهم من بطش الاحتلال واعتقالاته اليومية.

وشدد أبو اسنينة على انه لا معنى للحديث عن التمسك بالقدس وحرية الأرض والمقدسات دون تحرير الإنسان وحماية واقعه ومستقبله من استهداف المحتل الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى