الذكرى السابعة عشرة لارتقاء الاستشهادي القسامي رائد مسك
الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:
توافق اليوم الذكرى الـ17 لاستشهاد المجاهد القسامي رائد مسك، بعد أن نجح بتفجير جسده ضمن عملية استشهادية في حافلة للمستوطنين.
وأدت عملية مسك لمقتل ما يزيد عن 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
ميلاد مجاهد
ولد الشهيد رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك في مدينة الخليل بتاريخ (24-1-1974م)، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الجزائر.
أما المرحلتان الإعدادية والثانوية فقد تلقاهما مسك في المدرسة الشرعية للبنين.
والتحق مسك بكلية المجتمع في الأردن ليكمل دراسته الشرعية، لكنه لم يستطع لظروف قاهرة، ليعود أدراجه إلى جامعة الخليل.
التحق مسك بكلية الشريعة وحصل على شهادة البكالوريوس، ثم انتسب بعدها لجامعة النجاح الوطنية من أجل الحصول على شهادة الماجستير.
في ذلك الوقت، أصبح الشهيد مدرسا في مدرسة رابطة الجامعيين، وقد تزوج وأنجب من الأبناء مؤمن وسما ويحيى.
كان “مسك” قد تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره (15) عاما، ومنذ ذلك الوقت وهو لا يتحدث في أي أمر إلا ويكون القرآن زينة حديثه.
انعكس حفظ مسك للقرآن على تصرفاته وأخلاقه الراقية وصلته برحمه، كما وأهّله ليكون خطيبا مفوها.
جهاد واستشهاد
تميز الشهيد رائد بسرّيته في العمل العسكري، فوفقاً لما ذكره أهله أكدوا أنه لم يكن ممن يتحدث كثيرا في السياسة.
وذكرت عائلة مسك أنه كان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه، والأخلاق والعبادات والآداب العامة.
اعتقل مسك لدى الاحتلال عام 1989 وكان عمره (15 عاما) ومكث في السجن مدة عام.
توفيت والدة مسك وهو في الاعتقال ليتألم لموتها أشد الألم، حتى كلما استحضر سيرتها كان يبكي.
رغم أن الشهيد رائد لم يدخل منطقة القدس الغربية ولو لمرة واحده في حياته، إلا أن توفيق الله وحده وأخذه بالأسباب كانا سببين كافيين لنجاح عمليته النوعية.
وخلال توجهه لأداء العملية، تخفى “رائد” بزي مستوطنين يهود، وصعد في مثل هذا اليوم من عام 2003 إلى الحافلة رقم 12.
كانت الحافلة رقم 12 قد خرجت للتو من ساحة البراق، وكانت الحافلة مزدوجة حيث صعد رائد من الباب الخلفي.
وتمكن الشهيد “مسك” من تفجير عبوته شديدة الانفجار، وتزن 5 كغم، وأدت عمليته البطولية لمقتل أكثر من 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
رحل البطل رائد، وبقي مسك سيرته يفوح للأجيال من بعده، فقد كان نعم الشاب الصالح المجاهد الذي نذر جهده ووقته وماله في سبيل الله.