تقاريرسلايد

الذكرى السنوية الـ ٢٨ لاستشهاد القسامي عبد الرحمن العاروري

الضفة الغربية:

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ٢٨ لاستشهاد القائد القسامي عبد الرحمن إبراهيم العاروري، بعد أن اغتالته قوة إسرائيلية خاصة أمام أعين زوجته بعدة رصاصات.

 

سيرة الشهيد

ولد العاروري في 12/3/1962م بقريته عارورة شمال غرب رام الله، ودرس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة مزارع النوباني وعارورة الثانوية للبنين.

 

عرف عن الشهيد منذ صغره حبه للإسلام وعمله لخدمته، فقد انضم في مرحلة من حياته إلى نقابة الشبيبة في القرية، وانتخب رئيسًا لها، إلا أنه لم يستمر طويلا فيها بعد أن انضم إليها بهدف تحويلها إلى مركز للشباب المسلم في قريته، فلم يجد الجو الذي يرتاح إليه فتركها.

 

التزامه الدعوي

التزم بجماعة الإخوان المسلمين عام 1979م، ومر بمراحل التربية الروحية والذهنية التي يقوم على أساسها فكر وتكوين الجماعة، حيث عمل بنشاط في مجال الدعوة والتنظيم إلى جانب المشاركة في النشاطات الخيرية والتطوعية العامة، فكان الإعداد.

 

كانت له مواقف صلبة وثابتة، وقد تمثل بعضاً منها في مواجهة الشيوعيين والعلمانيين وأفكارهم الدخيلة أوائل الثمانينات والتسعينات مع ثلة من إخوانه أبناء المسجد في ذلك الوقت.

 

ساهم الشهيد بشكل كبير وفعال في بناء وإعمار وتطوير مسجد عارورة الكبير، حيث كان نشاطه في هذا المجال مميزاً، حتى غدا المسجد الأكبر والأوسع بين مساجد المنطقة، وقد كان أحد أعضاء لجنة إعمار المسجد ومندوباً للجنة زكاة وصدقات رام الله في منطقته.

 

حياته الجهادية

مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م والتي عرفت بـ”ثورة المساجد”، كان الشهيد عبد الرحمن من الذين عملوا على نشر إسلامية الانتفاضة المباركة، فأصبح له أثر كبير في نشاطاتها وإبراز حركته “حماس” كحركة انطلقت بالانتفاضة من المساجد.

 

كان الاحتلال ينتهز الفرصة لاعتقاله، حيث يقتحم بيته باستمرار لإلقاء القبض عليه، وبعد المطاردة في كمين لجنود الاحتلال، اعتقل واثنين من إخوانه في أواخر آذار 1990.

 

اعتقل للمرة الثانية في تاريخ 5 نوفمبر في نفس العام من منزله، ثم حول للاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور بعد أن فشلت محاولات الاحتلال لتشويه صورته في منطقته وبين أبناء بلدته.

 

وفي تاريخ 6 /8 / 1992 اعتقل إدارياً من المنزل، ومارس الاحتلال بحقه صنوفاً من التعذيب والإرهاق الجسدي والنفسي، إلا أنه كان مثالًا للصلابة والثبات، حتى قرر الاحتلال إبعاده عام 1992 رغم سجنه، وعاد بعد شهر من الإبعاد ليكمل محكوميته في سجون الاحتلال، فخرج وأكمل مسيرته الجهادية بتصميم أكثر.

 

من مؤسسي القسام

قاد شهيدنا الانتفاضة الأولى واعتقل لأكثر من مرة بسبب عمله الجهادي كونه قائدا للقسام برام الله، ثم أفرج عنه لصلابته في التحقيق، والتقى بعد خروجه من السجن بمجموعة من إخوانه المجاهدين والمطاردين.

 

وكان من بين المجاهدين الذين التقى بهم المجاهد الشهيد سليمان زيدان من قبيا، والمهندس الشهيد يحيى عياش من رافات الذي كان في بداية مطاردته، وقرر المجاهدون العمل في إطار خلية مسلحة.

 

وقتها أكمل المهندس يحيى عياش ورفاقه تنظيم وتجهيز مجموعتين خاصتين، الأولى عرفت باسم “الوحدة المختارة رقم ستة” والثانية عرفت باسم “الوحدة السرية المختارة رقم صفر”.

 

وبدأت نشاطها بتصعيد ملموس في شهر كانون الأول من العام 1993م والتي من أبرز عملياتها الجريئة قيام المجاهدين عبد الرحمن العاروري، وعبد الرحمن حمدان بإطلاق النار من رشاشي كلاشنوكوف وإم 16 على سيارة إسرائيلية، وأسفرت العملية عن مقتل مستوطنين وجرح آخرين، وكان موقع العملية على طريق رام الله-بيتونيا في 1/12/1993م، أي قبل خمسة أيام من استشهاده.

 

عرس الشهادة

كان العاروري على موعد مع الشهادة، فعلى تراب قريته التي ترعرع فيها قضى نحبه شهيدا في بيته وأمام أعين زوجته وأطفاله، في عملية اغتيال جبانة جسدت بشاعة وحقد الاحتلال، وكشفت عن حقد أسود ودفين عليه.

 

ففي يوم الاثنين في السادس من كانون الأول لعام ١٩٩٣ أطلقت الوحدات الإرهابية الإسرائيلية الخاصة عليه ثلاثة رصاصات غادرة في صدره وتحت أذنه بعد أن سألوه ثلاث مرات عن اسمه.

 

احتجزت قوات الاحتلال جثمانه الطاهرة مدة يومين قامت خلالهما بحملة اعتقالات في صفوف إخوانه في حركة “حماس”، وتم تشييعه في جنازة مهيبة حضرها الآلاف من أبناء قريته والقرى المجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى