تقارير

20 عاما على استشهاد القسامي علي الحضيري باشتباك مسلح

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ 20 لاستشهاد القسامي علي منصور الحضيري (26عامًا) من طولكرم، الذي ارتقى في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مدينة نابلس، حيث أمَّن الشهيد انسحاب عدد من المجاهدين بينهم القائد المطارد الشهيد مهند الطاهر، ليسفر الاشتباك حينها عن مقتل جنديين إسرائيليين وجرح العشرات.

 

ميلاد القسامي

عام 1977 كان ميلاد الشهيد علي منصور الحضيري في طولكرم. تعود أصوله لمدينة يافا المحتلة، ولد في كنف أسرة متعلمة وملتزمة، فوالده الأستاذ منصور حسن الحضيري يافيّ الأصل كرمي النشأة، وهو مهندس زراعي والنائب الأكاديمي لعميد كلية فلسطين التقنية (الخضوري).

 

كان علي هو أكبر إخوانه الأربعة، وشقيقه الشهيد القسامي عامر الحضيري. له من الأخوات ثلاثة، درس مراحله الأولى في مدرسة طه حسين بمدينة طولكرم، ثم تنقل بين مدارس “أجنادين” و”الأصمعي” و”الفاضلية”، حيث درس الأول الثانوي والتوجيهي، وكان متفوقا بدراسته وحسن خلقه، ما جعله دائما في طليعة الطلبة المحبوبين لمدرسيهم ولأقرانه الطلاب، إلا أن صفو حياته الدراسية عكرتها قوات الاحتلال باقتياده إلى السجن قبل تقدمه لامتحان الثانوية العامة بأشهر.

 

على صعيد التزامه فقد ارتاد مسجد عثمان بن عفان منذ نعومه أظافره والتحق بحلقات القران الكريم فيه، أما على الصعيد الأسري فقد كان شهيدنا القسامي المهندس “علي” باراً لوالديه، محبا لأخيه وأخواته، عطوفاً عليهم ومتسامح، لم يسمع منه أنه تلفظ بأية كلمة نابية، أو جارحة، كان صاحب نكته وكثيرا ما كان يمازح والديه، وحريصاً على نيل رضاهما في كل ما يقوم به.

 

جنديا قساميا ثم شهيدا

كان استشهاد عامر شقيق الشهيد في 5/ أغسطس عام 2001 بقصف طائرات أباتشي له، يعتبر نقطة تحول في حياة علي، حيث تعرض للمطاردة من قبل الاحتلال، ما جعله بترك دراسته الجامعية ويضطر للابتعاد عنها. وقد كشف استشهاد شقيقه عامر مدى صلته بكتائب القسام، إذ لم يكن أحد من قبل يعلم عن عمله في صفوف الكتائب. وبعد أسبوع من استشهاد “عامر”، حدث تغيير واضح في حياة علي من الناحية الأمنية الشخصية وخاصة بعد اعتقال أقرب أصدقائه المحرر القسامي عبد الرحمن شديد، فقد كانت اتصالاته شبه معدومة وقليلة جداً.

 

مما لا يعرفه الكثيرون عن الشهيد علي الحضيري أنه هو من قام بتجهيز الحزام الناسف لعملية الاستشهادي عبد الباسط عودة، والتي أدت لمقتل 32 إسرائيليا فضلا عن إصابة المئات.

 

وكان الشهيد الحضيري قد قرر الانتقام لأخيه عامر الذي احترق عند استشهاده بعملية نوعية يوقع فيها أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو، فعمل مع رفاقه على مضاعفة كمية المادة المتفجرة التي أطلق عليها اسم (قسام 19) التي أعدها وطورها الشهيد فواز بدران، ليحتفي بعد العملية مع رفاقه القادة من كتائب القسام ممن عاش معهم لحظات المطاردة الأخيرة.

 

وفي ليلة 3/ 5/ 2002 كان علي مع مجموعة من قيادات القسَّام في الضفة الغربية في أحد البنايات في مدينة نابلس، كان منهم القائد القسامي الشهيد علي علان من بيت لحم، والشهيد القسامي القائد مهند الطاهر، والشهيد القسامي عماد دروزة، وفي منتصف الليل طوّقت وحدات كبيرة من قوات الاحتلال العمارة التي لجأ إليها المجاهدون، ودارت رحى معركة شرسة غير متوازنة.

 

كان قرار أمير الكتيبة القسامية أن ينسحب المجاهدون من الموقع، وهنا طلب علي من القائد أن يغطي عليهم انسحابهم، وبعد إلحاح كبير من علي نزل القائد عند طلبه، ووقف علي كالسد المنيع إلى أن انسحب إخوانه من الموقع.

 

وسط اشتباك مع قوات الاحتلال اتصل بوالدته قائلا: لقد قتلت اثنين من الصهاينة، ها هم أمامي الآن مجندلين، جرحنا منهم العشرات يا أمي، ادعوا لي وارضوا عني، لقد حان وقت الشهادة يا أمي، لحظات وسأكون في الجنة، ادعوا لي وارضوا عني، فما كان جواب والديه له إلا “الله يرضى عليك الله معك ولا يهمك شيء” يحوطانه بالرضى والدعاء، وعيونهما بالبكاء حتى انقطع الاتصال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى