أخبارتقارير

أسر الجنود.. استراتيجية رسمها الشيخ المؤسس بدماء الشهداء

الضفة الغربية- خدمة حرية نيوز

“بدنا ولادنا يروحوا غصب عنهم” مثّل هذا التصريح للشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين، خيار حركة حماس الاستراتيجي في التعامل مع قضية الأسرى، وسارت عليه الحركة في حياته وبعد استشهاده من أجل حرية أسرانا البواسل في سجون العدو الصهيوني.

 

استراتيجية ممهورة بدماء الشهداء رسمها الشيخ المؤسس أحمد ياسين مبكرا بغية تحرير أسرانا من سجون الاحتلال الصهيوني، وطبقتها كتائب القسام الذراع العسكرية للحركة واقعاً عملياً في صفقة التبادل، لتغدو أمل أسرانا في الحرية، ولتسطع شمس حريتهم في ربوع الوطن عبر فوهة بندقية المقاومة التي نجحت في تحريرهم في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م.

 

وحين سُئل الشيخ أحمد ياسين عن طريقة تحرير الأسرى التي تتبناها حركة حماس قال: “من الممكن أن تفشل عشر عمليات وتنجح عملية، لكن في النتيجة أننا في حركة حماس سننجح ونحرر أسرانا”.

 

وحملت حركة حماس على عاتقها عهد الشيخ ياسين بتحرير الأسرى مهما كلف الثمن، وبكل الطرق والوسائل، وبذلت وما زالت تبذل الغالي والنفيس في سبيل تحريرهم، ونجحت في توجيه كل الجهود وعلى رأسها العسكرية لأسر جنود الاحتلال ومبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

 

أبرز عمليات أسر الجنود

 

وخلال رحلة حركة حماس الممتدة من العمل المقاوم والبطولي نفذت الذراع العسكرية لها “كتائب الشهيد عز الدين القسام” ومن قبلها “المجاهدون الفلسطينيون” العديد من عمليات الأسر النوعية التي سعت خلالها لكسر قيد الأسرى وتحريرهم من سجونهم، والتي نجح بعضها وحالت ظروف الميدان في عدم الاحتفاظ بالأسرى في عمليات أخرى، ونورد فيما يأتي أبرز العمليات الأسر التي نفذتها حركة حماس.

 

آفي سابورتس

 

بعد مضي أقل من شهرين على انطلاقتها عام 1987م، نجحت الحركة في تنفيذ أول عملية أسر للرقيب “آفي سابورتس”، في محاولة منها لعقد صفقة تبادل للأسرى، وتمكنت المجموعة من قتله، ولم يفلح الاحتلال في العثور على جثة الجندي إلا بعد سنوات حين اعتقلت أجهزة السلطة الأمنية أحد عناصر القسام وأخضعته لتحقيق قاسٍ للغاية، وتمكنت من الحصول على خريطة المكان المدفون فيه جثة الأسير سابورتس، وأفشلت صفقة تبادل محتملة.

 

إيلان سعدون

 

وفي الثالث من مايو عام 1989، جاءت العملية الثانية عبر أسر الجندي “إيلان سعدون” وقتله على يد أعضاء الخلية (101)، ولم يفلح الاحتلال في كشف مكان إخفاء جثة الجندي، فَشَنَّ أكبر حملة اعتقالات في صفوف قيادات حماس وعناصرها في غزة والضفة، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، ووُجهت لهم تهم التورط في أسر الجنديين “ساسبورتس وسعدون” ثم قتلهم، وحُكم على الشيخ ياسين بالسجن المؤبد.

 

نسيم توليدانو

 

تمكنت الوحدة الخاصة في كتائب القسام في ديسمبر عام 1992م، من أسر الجندي الصهيوني نسيم توليدانو قرب القدس، وأمهلت حكومة الاحتلال برئاسة إسحق رابين عشر ساعات للإفراج عن الشيخ أحمد ياسين أو قتل توليدانو، ومع انقضاء المهلة المحددة نفذت المجموعة الآسرة وعدها وقتلت الجندي وألقت جثته بأحد شوارع القدس.

 

ألون كرفاني

 

وفي رد أولي على اغتيال القائد العام الأول لكتائب القسام الشهيد ياسر النمروطي، تمكنت مجموعة قسامية يقودها القائد الشهيد جميل وادي في 18 سبتمبر1992 من أسر كرفاني، ثم اضطرت المجموعة إلى قتل الجندي وألقت جثته شرق مخيم البريج.

 

يهودا أروت وإيلان ليفي

 

بعد أربعة أشهر من استشهاد قائد كتائب القسام في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة جميل وادي، أسرت إحدى مجموعات كتائب القسام الجنديين “يهودا أروت” و”إيلان ليفي” وقتلتهما، كرد على اغتيال القائد جميل وادي، وتوعد القسام رابين بأن عملية تصفية الحساب ما زالت مستمرة.

 

يوهوشو فريدبرغ

 

وفي الحادي عشر من مارس عام 1993، نجحت إحدى مجموعات القسام في الضفة الغربية في استدراج الجندي يوهوشو فريدبرغ وأسره، وبعد محاولته المقاومة اضطرت المجموعة إلى قتله واغتنام سلاحه بندقية من نوع (M16)، وألقت جثته على طريق القدس- “تل أبيب”؛ وعثر عليها بعد خمسة أيام مقتولاً.

 

يارون حيم

 

ونجحت إحدى مجموعات القسام في الضفة المحتلة في الخامس من أغسطس عام 1993، مكونة من خالد الزير، وتيسير سليمان، من أسر العريف يارون حيمس من سلاح الإشارة في جيش الاحتلال، وبعد مقاومة الجندي للمجموعة الآسرة، اضطرت إلى قتله والاستيلاء على سلاحه من نوع ” جاليلي”.

 

بيجال فاكنين

 

وفي الثاني والعشرين من أيلول عام1993م، تمكن مجاهدو القسام من أسر الجندي الإسرائيلي “بيجال فاكنين”، من منطقة رعنانا شمال تل أبيب وقتلوه.

 

أرييه فرنكتال

 

وفي السادس من يوليو عام 1994م، أسرت كتائب القسام الجندي “أرييه فرنكتال” الذي كان في طريقه من قاعدته في بئر السبع باتجاه منزله في بلدة “جمزون”، حيث قُتل بعد محاولته مقاومة الآسرين، وتم الاستيلاء على سلاحه ووثائقه الشخصية.

 

ناحشون فاكسمان

 

ونجحت كتائب القسام في الحادي عشر من أكتوبر 1994، من أسر الجندي الإسرائيلي “ناحشون فاكسمان” قرب مطار بن غوريون، وأمهلت حكومة الاحتلال حتى 14 أكتوبر لتنفيذ مطالبها بالإفراج الشيخ أحمد ياسين وأسرى آخرين، وقبل انتهاء المهلة اعتقل الاحتلال أحد عناصر المجموعة.

 

وبعد تحقيق قاسٍ تمكن الاحتلال من معرفة مكان احتجاز الجندي، فاقتحم المكان وحاول تحرير فاكسمان، لكن العملية انتهت بمقتل الجندي الأسير وقائد عملية الاقتحام وجنديين آخرين، واستشهاد الآسرين، وهم: صلاح جاد الله، وحسن النتشة، وعبد الكريم المسلماني.

 

ساسون نورائيل

 

وخلال انتفاضة الأقصى نفذت كتائب القسام بالضفة الغربية عملية أسر معقدة، فأسرت المستوطن “ساسون نورائيل”، وأعلنت من قطاع غزة عن العملية تحت اسم “أول الغيث”، ولم يكن بالإمكان الاحتفاظ به لوقت أطول والمفاوضة عليه، ما أدى في النهاية إلى قتله.

 

جلعاد شاليط

 

وفي واحدة من أعظم عمليات الأسر، نجحت المقاومة الفلسطينية في الخامس والعشرين من يونيو 2006، في أسر الجندي جلعاد شاليط في عملية نوعية من داخل دبابته في موقع إسناد صوفا شرق رفح، استشهد خلال العملية اثنان من المنفذين، وهما: الشهيد حامد الرنتيسي والشهيد محمد فروانة، وتوجت لاحقًا بإنجاز “صفقة وفاء الأحرار”، وتحرير 1027 أسيرًا عام 2011.

 

شاؤول آرون

 

وخلال معركة العصف المأكول عام 2014 وهي الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، نفذت كتائب القسام في هذه المعركة البطولية وبالتحديد فجر العشرين من يوليو عام 2014، عملية عسكرية، استدرجت فيها قوة صهيونية حاولت التقدم شرق حي التفاح شرق غزة، ونجح الاستدراج ووقعت القوة في حقل الألغام معد مسبقًا، وأدت العملية إلى مقتل 14 جنديًا صهيونيًا من مسافة صفر، وأسر الجندي شاوؤل آرون من داخل آليته.

 

هدار جولدن

 

واستمرت كتائب القسام ومعها فصائل المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة، ومع تصدي المقاومة للاحتلال وجنوده، نجحت كتائب القسام في أسر الجندي الصهيوني هدار جولدن خلال معركة العصف المأكول، بعد اشتباك مسلح في رفح جنوبي قطاع غزة في الأول من أغسطس عام 2014، خاضته الكتائب مع قوة من لواء جفعاتي بعد تقدمها شرق المدينة.

 

ولا تزال كتائب القسام تحتفظ بجنود صهاينة آخرين، حيث عرضت الكتائب في الثامن والعشرين من يونيو 2022 مقطعا مصورا للأسير هشام السيد، فيما بثت في السادس عشر من يناير من العام الجاري رسالة مصورة للجندي الصهيوني الأسير لديها “أفرها منغستو”.

 

أوفت حركة حماس بوعد الشيخ المؤسس أحمد ياسين للأسرى بالحرية، وأرغمت الاحتلال في أكتوبر عام 2011 على الإفراج عن 1027 أسيراً في صفقة وفاء الأحرار، جُلهم من أصحاب المحكوميات العالية مقابل الإفراج عن الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط، وما زالت على وعدها للأسرى بالفرج القريب لباقي الأسرى في سجون الاحتلال.

 

وتؤكد حركة حماس أنها لن تتردد في أسر مزيد من الجنود في أي مواجهة قادمة، وأن ما لديها من أسرى لن يذوقوا طعم الحرية ما لم يذقها أسرانا في سجون الاحتلال، وستبقى استراتيجية الشيخ الياسين لأسر الجنود الصهاينة قائمة حتى ينعم أسرانا الأبطال بالحرية الكاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى