تقاريرسلايد

واحدٌ وعشرون عاماً على استشهاد المجاهد القسامي منير وشاحي من جنين

جنين- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية الواحدة وعشرين لاستشهاد المجاهد القسامي منير عيسى وشاحي من جنين، والذي ارتقى خلال أدائه واجبه المقاوم في مخيم جنين بتاريخ 05 نيسان/ أبريل لعام 2002، برصاص أحد قناصة الاحتلال المتمركزين على أسطح المنازل في المخيم.

 

ولد الشهيد القسامي المجاهد منير وشاحي في 29 نيسان/ أبريل لعام 1984م، في أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام الحنيف، وعاش منير المتواضع مع أسرته في منزله البسيط.

 

ولم يعرف يوما من الأيام التكبر على لقمة العيش، التي كان يأكلها من يد أمه، تلك المرأة الشهيدة التي تقبلت خبر ابنها قبل استشهادها بقلب الأم الصابرة المحتسبة، ولشهيدنا المجاهد سبع أخوة وأختين وترتيبه السادس بين إخوانه الذين أقسموا أن يستمروا في خيار منير .

 

تربى شهيدنا المجاهد كإخوانه من كتائب القسام على موائد القرآن الكريم، وبصحبة الأخيار على يد المشايخ الفضلاء الذين يكنون لهم كل التقدير والاحترام، كيف لا وهم مخرجون الاستشهاديين من هنا وهناك.

 

حبه للمسجد

كان منير محبا للمسجد حبا أعمى، يشتاق إلى صوت الأذان فيهرع إلى بيت الله ملبيا نداءه، ولم يتوانى عن صلاة الجماعة، فقد كان رحمه الله حريصا كل الحرص على أداء صلاة الجماعة، وفي المسجد البيت الثاني ويقول أحد أصدقاءه : لا أذكر أنني ذهبت إلى المسجد في صلاة الفجر ولم أرى منير فقد التزم في صلاته منذ الصغر.

 

منذ صغره عرفه الكثيرون فكان له نصيب في قلوبهم نصيب المحب في الله، فقد أحبه أصحابه هؤلاء الرجال الذين مضوا على درب الشهداء على درب الحق والقوة والحرية على درب الحماس لا يضرهم من خالفهم، وقد تميز منير أنه كان عنيد على الحق لا يحب الظلم فكان مدافعا عن الحق ومصرا على إحقاقه كما يذكر أصدقاءه .

 

وينحدر منير من بلدة اجزم الواقعة في قضاء عروس البحر حيفا، وقبل أن يستشهد كان متلهفا لبده الأصلي، وكان يعشق ترابها فيقول متى سنعود إلى أرضنا، فترجل الفارس ولكن السفينة لم تغرق، فعلى دربه سار الشهداء وهم الذين يعلمون أمتهم بأن أداء الواجب بالدم لا بالمداد، هكذا قالها منير وهكذا ترجمها على أرض الواقع .

 

درس منير المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية، وقد درس الثانوية في مدرسة جنين والمتواجدة في مخيم جنين، وعرف عنه التفوق والتميز في الدراسة، وكان من الأوائل على مستوى فصول المدرسة، فأحبه أساتذته في المدرسة كما أحبه أهل جنين، وسافر لفرنسا لأنه كان من المتفوقين الأوائل، بعد اختياره ضمن دورة كشفية لمدى 45 يوماً للطلبة الأوائل.

 

تفجير العبوات والشهادة

قد كان منير من الذين يكرهون التنازلات فكان يكره المفاوضات مع العدو الصهيوني، وكان يردد أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة السلاح لغة الدم والشهادة، وعلى هذا الدرب سار منير فكان يحدث دوما عن الشهادة في سبيل الله عز وجل وقد تمنى الشهادة فرزقه الله إياها .

 

تقلد شهيدنا القسامي المجاهد منير وشاحي مسؤولية تفجير العبوات القسامية الناسفة، التي كانت تستهدف أرتال الدبابات الصهيوني والجيبات العسكرية، فقد نسب إليه تفجير العديد منها كما أنه كان يصنع القنابل اليدوية المحلية ويعلم الآخرون عليها، حتى يتم التصدي لقوات الاحتلال الصهيونية .

 

ومع مرور الاجتياح  وفي يومه الثالث وكان يوم جمعة، كان منير مترقبا أثناء تأديته واجبه الجهادي في مخيم جنين لإحدى الدبابات الصهيونية، يترقب لعلها تمر فوق العبوة الناسفة التي كان يجلس بجانبها، وأثناء عملية الانتظار ما كان من أحد القناصة الصهاينة المتمركزين على أسطح المنازل في المخيم إلا أن أطلق عليه الرصاص فأصابه في كتفه الأيمن.

 

وبقي شهيدنا القسامي منير وشاحي ينزف لمدة زادت عن 24 ساعة، حيث لم تسمح قوات الاحتلال بمرور سيارات الإسعاف لنقله إلى المستشفى حتى لقي ربه شهيدا في مساء يوم الجمعة الخامس من أبريل لعام 2002م، وبعد مرور يومين على استشهاده استشهدت والدته لتلحق بابنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى