تقاريرسلايد

الحركات الطلابية الجامعية بالضفة الغربية ميادين مقاومة ورموز ثورة

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز

تلعب الجامعات الفلسطينية دوراً هاماً في صقل شخصية الطالب الأكاديمية وتنمية معارفه التعليمية، وفي ذات الوقت فإنَّ طلبة الجامعات يمثلون المجتمع الفلسطيني الصغير الذي يحمل هموم الوطن الكبير المحتل، لذلك يخرج من بين الطلاب ثائرين باحثين عن الحرية.

مرحلة عمرية هامة، تساهم في الجزء الأكبر من مساحة النضال الفلسطيني، لذلك فهي تقدم الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ويرتقي من الحركة الطلابية شهداء، ويتخرج مهندسون يصنعون من علومهم الهندسية أسلحة عسكرية وعبوات ناسفة مؤثرة في الكيان الإسرائيلي تدمر دباباته ومركباته، قبل أن تدمر معنوياته في القضاء على الجيل الفلسطيني المؤمن بقضيته الساعي لخلاصها.

رموز ثورة
في تسعينيات القرن الماضي سطع نجم يحيى عياش الملقب بمهندس كتائب الشهيد عز الدين القسام، في ذاك الوقت كان طالباً ملتحقاً بدائرة الهندسة في جامعة بيرزيت الفلسطينية بالقرب من مدينة رام الله، صنع أفضل الأحزمة الناسفة التي عرفتها المقاومة الفلسطينية، وارتداها ثائرون من طلبة الجامعات ليفجروا حافلات الاحتلال ومنتجعاته رداً على الاعتداءات المتكررة تجاه الشعب الفلسطيني.

وفي انتفاضة الأقصى عام 2000 برز العديد من القادة العسكريين الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة، أمثال الشهيد محمود أبو هنود، الذي تخرج من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس، هو قائد فلسطيني أذاق الاحتلال ألواناً من العذاب، وحجب عن أجهزة الأمن الإسرائيلية طعم الراحة والهدوء، أدى نشاطه المقاوم إلى استشهاده في العام 2001.

ولم تزل الساحة الطلابية أثناء انتفاضة الأقصى تقدم استشهاديين من جامعة النجاح الوطنية أمثال ثابت صلاح الدين، وحامد أبو حجلة، وعاصم ريحان، تنوعت منابت الشهادة على توزيع المدن والأرياف والمخيمات الفلسطينية، وبرز طلبة جامعيين قادة من كتائب الشهيد عز الدين مثل محمد الحنبلي، وقيس عدوان وعامر الحضيري وكثير من الفدائيين على مقاعد الدراسة.

مرحلة طلابية نضالية جديدة
تبدو الجامعات الفلسطينية مثل البحر الذي لا يجف ماؤه، بل يبقى متألقاً في حالات المد والجسر، تمر عليه أوقات هدوء إلا أن ثورته في فصل العاصفة تكون هائجة وقوية، لم تتمكن السلطة الفلسطينية من محاربة المقاومة الفلسطينية أو إنهاء شأنها فبعد عام 2006 حاولت السلطة تجفيف الفكر المقاوم في الضفة الغربية بعد قدوم الجنرال الأمريكي دايتون عراب تحويل السلطة من وطنية إلى خدماتية أمنية.

غير أنَّ جامعة الخليل لم تقف مكتوفة الأيدي أمام غطرسة الاحتلال، ودور السلطة المعلوماتي، فقدمت في الثامن من أكتوبر/ تشرين أول من عام 2010 شهيدين إثنين الأول: نشأت الكرمي قائد كتائب القسام في الضفة الغربية، وأمَّا الثاني فهو القائد القسامي مأمون النتشة بعد أن نفذا عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي سميت في ذلك الوقت سيل النار، قتل فيها العديد من جنود الاحتلال.

طوفان الجامعات الفلسطينية
على الرغم من القبضة الأمنية التي تعاني منها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية غير أنها تمكنت من انتزع شرعيات طلابية متمثلة بقيادة مجالس الطلبة في الجامعات، إضافة إلى التمثيل الطلابي، وما زالت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس تتمتع بجماهير كبير ضمن المجتمع الطلابي، بسبب امتزاج خدمة الطلبة مع حب الوطن والعمل من أجله.

وبعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023، كان لا بد من دور كبير تقوم به الحركات الطلابية داخل الجامعات مثل الدعوة للاعتصامات وكذلك تنظيم المظاهرات، ومحاولة التأثير المباشر في أجواء الضفة الغربية حتى يكتمل طوفان الأقصى ويهدر في كل مكان مقتلعاً الاحتلال الذي يقتل المدنيين من الأطفال والنساء والولدان.

طلبة ورثوا النضال جيلاً بعد آخر، لن يكتف بالمظاهرات والاحتجاجات السلمية بل سيحمل كثير منهم البندقية مثل الأسير القسامي في سجون السلطة الفلسطينية عمر اشتية أيقونة النضال في مدينة نابلس وصانع عرين الأسود، إضافة للشهيد مهند فالح شحادة أحد منفذي عملية عيلي شمال رام الله. التي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين.

فلسطين هي أرض الطوفان الجديد الذي بدأ في غزة هاشم، وستمده الضفة الغربية بكل ما تمتلك من قوة، كي تغرق المحتل بطوفانها الهادر، وسيكتمل الطوفان حين تتحرك الشعوب العربية والإسلامية لترفع الظلم عن فلسطين. ذاك الظلم الذي نتج عنه دولة الاحتلال عام 1948 وسيزيل ذاك الطوفان تلك الدولة الطارئة على تاريخ شعب أبى أن يكسر أو يدجَّن واختار طريق الحرية والنضال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى