أخبارتقاريرسلايد

الحراك الشبابي بالضفة الغربية ثورةٌ تتجدد وقوةٌ تتوقد

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
تمثل مرحلة الشباب القوة التي يتمتع بها المجتمع، فيستفيد من حماستها في مواجهة التحديات، ويستثمر قدراتها في البناء، وإذا وقعت الحرب فإنَّ الشباب هم الوقود الذي يغذي المعركة، والسواعد التي تحمي البلاد من الغزو، وهم أيضاً الذراع القوي الذي يصل بوسائل النصر ليلقي بها في مزرعة التحرير، لذلك فإنَّ المجتمعات الشابة مصدر قوة، علاوة على أنها الجدار العالي الذي يقي الدولة من هجوم الأعداء.

البداية والتكوين
ظهرت الحراكات الشبابية كموجة جارفة يصنعها جيل بعينه ضد الاحتلال الإسرائيلي سواءٌ في الضفة الغربية أو القدس وأيضاً في قطاع غزة، واستلهم الفلسطينيون الشباب هذه الفكرة من ثورات الربيع العربي التي اندلعت في عام 2011 التي هدفت إلى تغيير الأنظمة السياسية القائمة وتحسين حالة المجتمع وتبديل النظم الاستبدادية وصناعة بدائل لها تقوم على أسس الديمقراطية تخدم الأجيال الشابة وتمنحهم فرصة الشراكة في قيادة الحالة العامة.

لعبت الحراكات الشبابية في أراضي الضفة الغربية دوراً هاماً في المطالبة بالحقوق المدنية للفلسطينيين، وأثرت كثيراً على صانع القرار في الضفة الغربية، لا سيما وأنَّ السلطة الفلسطينية بعد حلها للمجلس التشريعي وسيطرتها على القرارات القضائية أصبحت سلطة مطلقة لا تخضع للمحاسبة، فكانت الحراكات الشبابية هي المحاسب الأساس لأداء السلطة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية.

مارست الحراكات الشبابية أدواراً نضالية ضد الاحتلال، مستخدمة الوسائل المدنية السلمية مثل المظاهرات والاعتصامات وغيرها من وسائل المجتمع المدني للتغيير بيد أنها لوحقت من قبل الاحتلال، وأعلن في عام 2016 أن الحراك الشبابي الفلسطيني منظمة محظورة، خشيةً من أن تصل فعاليات الحراك إلى إطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

حراكات ليست تراتبية أو هرمية
بطريقة عشوائية بعيدةً عن التنظيم المعقد، ينخرط الشباب داخل الحراكات التي يطلقوها، يجمعهم هدف واحد يتوافدون إلى تحقيقه فراداً وجماعات دون أن تقيدهم تقاليد توارثوها من مجتمعاتهم، أو توجهات ترى الأحزاب السياسية القائمة أنها الأهم، فيندفع الشباب إلى تحقيق أهدافهم دون قيد أو شرط، وهذا ما يجعل من هذه الحراكات عصيةً على الكسر، وبعيدةً عن التدجين، ومنيعةً من اعتداء الأيديولوجيا أو الفكر المقيد لطموحات الناس الجمعية.

العضوية في هذه الحراكات مفتوحة في وجه الجميع وغير مشروطة، ولا توجد هرمية أو تراتبية قيادية فيها، فالعضوية متساوية ومتكافئة.

وشهدت الساحة الفلسطينية منذ مارس/آذار 2011 حراكا شبابيا عريضا عبر عن نفسه بتشكيل العديد من المجموعات سواء في العالم الافتراضي على صفحات “الإنترنت”، أو النشاطات الوطنية الميدانية.

اشتقت تسميات معظم الحراكات من تواريخ ومناسبات وطنية فلسطينية وأحداث كبرى في تاريخ الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تسميات تعبّر عما يشعرون به، وأحياناً عبروا عنها باللهجة العامية الفلسطينية، وإضافةً إلى فعاليات الاعتصام والمظاهرات فقد لجأ البعض إلى الدبكة والغناء.

اهتمام وطني
واكبت فعاليات الحراكات مناسباتٌ وأحداث وطنية فلسطينية، ففي يوم الأرض توجه عدد من الشباب إلى نقاط الاحتكاك مع الاحتلال، وفي يوم الأسير تظاهر آخرون أمام السجون، وفي ذكرى النكبة والنكسة زحف عدد منهم باتجاه الحدود، رغم منعهم في أكثر من مناسبة من الوصول إلى نقاط التماس من قبل السلطة الفلسطينية الحاكمة لأراضي الضفة الغربية.

كما خاطبوا السلطة بشعارات منها “لا تغتالوا فعلنا ولا تقفوا في طريقنا”، وتوعدوا الاحتلال بشعار “سنستمر حتى دحرك”، وواسوا الأسير في “يوم الأسير” بشعار يقول “وجودك في السجن هزيمة لنا جميعاً، وحريتك نصر جماعي”، وخاطبوا اللاجئ بشعار “لن نحيي النكبة في بيوتنا، وإنما معك على طريق العودة”.

وتبنت حراكات فلسطينية قضية المعتقلين السياسيين لدى السلطة الفلسطينية ، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، مرددة هتاف “اعتقال سياسي ليش وإحنا تحت رصاص الجيش” مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وكذلك منح الحريات للمواطن الفلسطيني الذي يعاني من سطوة الاحتلال، وجرأة السلطة على حقوقه الإنسانية.
ويستمر الشباب الفلسطيني في محاولة كسر حائط الجمود بابتكار وسائل غير تقليدية تعبر عن وجودهم وترسم خارطة تطلعاتهم، كنسر يحلق فوق أرض فلسطين لا يقيده عن الطيران أي عائق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى