تقاريرسلايد

شارع الشهداء.. مخططات استيطانية تضيّق الخناق على المواطنين

الخليل-خدمة حرية نيوز
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عمليات حفر وتمديدات بنية تحتية استيطانية، خلف محطة الحافلات المركزية “الكراج القديم” داخل شارع الشهداء وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل.

وقال مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان إن سلطات الاحتلال باشرت بعمليات حفر بآليات ثقيلة خلف المحطة، من أجل توسيع معسكر للجيش المقام على أراضي المواطنين وسط الخليل.

وبالتزامن مع العمليات الاستيطانية تضيق سلطات الاحتلال الخناق على المواطنين وتمنعهم حتى من ترميم منازلهم أو منشآتهم في المنطقة.

تضييق وأطماع

وبحسرة تعتمل قلب المواطن سمير القصراوي على منزله وحمامه التركي القديم، يحاول منذ فترة البقاء في بيته وترميمه للحفاظ عليه من مطامع الاستيطان، وترميم الحمام التركي الذي ورثه من والده وإعادة فتحه بعد إغلاقه منذ عام 2000م.

ويعاني القصراوي من تخريب حمامه التركي وحرقه مرات عديدة عبر العشرين عاما الماضية، وهي الأعوام التي أغلق فيها شارع الشهداء، ومنع المواطن الفلسطيني من عبوره، في حين يسرح ويمرح المستوطنون الذين يتمادون باعتداءاتهم تحت حماية جيش الاحتلال.

ويبيت المستوطنون المخططات الاستيطانية لشارع الشهداء والبلدة القديمة من أجل إحكام السيطرة عليها، وربط خمس مستوطنات تقع بقلب المدينة المحتلة.

ويعيش الفلسطينيون في منطقة البلدة القديمة في الخليل وفي محيط المسجد الإبراهيمي حياة مأساوية جراء الإغلاق التام الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ سنوات، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين الذين أتى بهم الاحتلال وأسكنهم مكان السكان الفلسطينيين.

الشريان المقطوع

ويشكل شارع الشهداء شريان القلب لمدينة الخليل، فهو يصل شمال الخليل بجنوبها بـ 5 دقائق مشياً على الأقدام، إلا أنك اليوم تضطر لركوب السيارة لأكثر من 20 دقيقة لقطع نفس المسافة نتيجة إغلاقه من قبل الاحتلال.

وفي الفترة الواقعة بين 1979-1981 ازدادت الاعتداءات في شارع الشهداء حيث شهدت عملية فدائية أدت إلى مقتل 6 مستوطنين، واتخذها الاحتلال ذريعة للاستيلاء المنطقة، التي تعاني الأمرين بعد دخول المستوطنين وانشائهم معبداً دينيا ومدرسة دينية كبؤرة استيطانية أسموها “بيت هداسا”.

واستمرت معاناة أهالي المنطقة في الانتفاضة الأولى ومذبحة المسجد الإبراهيمي التي سقط فيها شهداء وجرحى من أبناء حي شارع الشهداء، تم بعدها إغلاق المنطقة بشكل تام مع كل المناطق في البلدة القديمة والمحيطة بالمسجد الإبراهيمي.

وهاجر معظم السكان من منطقة الشارع لعدم تحملهم سوء وصعوبة الوضع، ولكن ما زال بعضهم صامداً يواجه اعتداءات المستوطنين المتكررة.

كما انخفضت الحركة التجارية في البلدة القديمة في الخليل بنسبة تزيد عن 70% منذ العام 1990 مما دهور الحالة الاقتصادية، فمعظم التجار قاموا بإغلاق محلاتهم وآخرين تحولوا للبسطات ليستطيعوا كسب قوتهم.

وقام التجار في سوق الشلالة بسقفه بالزينكو والشوادر لمنع وصول القاذورات والنفايات والحجارة التي يلقيها المستوطنون الذين يسكنون على جنبات الشارع، الأمر الذي يثير ذعر المارة.

وشارع الشهداء نموذج مصغر لعدد من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال ومستوطنوه في محيط المسجد الإبراهيمي في الخليل، والتي قسمت مكانيا وزمانيا من قبل الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى