تقاريرسلايد

القيادي الأسير عبد الجبار جرار.. اعتقالات متواصلة وإصابة زوجته تنغص حياة العائلة وأعيادها

32 عيدا في سجون الاحتلال

جنين – خدمة حرية نيوز

عيد جديد يعود على عائلة القيادي الأسير في سجون الاحتلال عبد الجبار جرار والمأساة مضاعفة، حيث تغييبه في سجون الاحتلال في ظل ظروف استثنائية تمر على الأسرى لا أحد يعلم أوضاعهم إلا من خلال المفرج عنهم مؤخرا، فلا أدنى معلومة عن الأسير جرار في ظل ما يعانيه الأسرى من تغييب وانقطاع عن العالم وانقطاع العالم عن أخبارهم إلا بشكل بسيط جدا.

ويضاف لهذه المأساة إصابة زوجة جرار، الناشطة وفاء جرار (51 عاما)، عقب اعتقالها من منزلها في جنين يوم 21 أيار/ مايو الماضي، ونتيجة إصابتها بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، ويفرج عنها في الـ30 من ذات الشهر بحالة صحية صعبة جدا، ما زالت في العناية المركزة حتى اللحظة.

أربعة وثلاثون اعتقالا أمضى خلالها أكثر من 16 عاما في سجون الاحتلال، حرمت الأسير القيادي في حركة حماس عبدالجبار جرار عشرات المناسبات وآخرها عيد الأضحى المبارك، غيّبه فيها الاحتلال عن عائلته وأبنائه سنوات طوال أغلبها تحت سيف الاعتقال الإداري.

ومع قدوم العيد؛ تستذكر ابنة الأسير جرار كيف كانت كل عيد تضع صورة والدها و أغنية أبو عرب “قالوا اجا العيد قلت العيد لصحابو”، وكيف كانت تنظر لها أمها وتبكي وتقول: “آه والله لصحابه”.

وتضيف جرار مخاطبة أمها الجريحة في غرفة العناية المركزة: “لكن لم أدرك في كل المرات أنك أنتِ العيد والأصحاب والأم والأب وكل الأحباب الذين أفتقدهم”.

القيادي عبد الجبار جرار، مواليد عام 1966 في قرية الجديدة بمحافظة جنين، متزوج ولديه ولدان وبنتان، يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ويعمل في مدارس جنين الحكومية وأحد أبرز رجالات الإصلاح فيها وشخصياتها الوحدوية.

وأم حذيفة “وفاء جرار” ناشطة سياسية عرف عنها مشاركتها الواسعة في نشاطات الأسرى وذوي الشهداء، فكانت بلسما لذوي الأسرى والشهداء تطبطب عليهم وتداوي جروحهم.

أم حذيفة هي التي عانت عبر أكثر من 30 عاما تعرضت فيها عائلتها لتنكيل واسع اعتقل فيها زوجها هو عشرات المرات واعتقل أبناؤه ولوحقوا وحرمت العائلة من أي شكل من أشكال الفرحة بشكل متعمد.

حرمان طويل

وفي مقابلة سابقة، كانت قد قالت وفاء جرار، إن الاحتلال وعبر سنوات طويلة حرم العائلة من مناسبات عديدة، حيث أوضحت أن لديه 4 أبناء لم يتمكن من حضور ولادة أي منهم، ولم يكن حاضرا كذلك في نجاحهم بالثانوية العامة أو تخرجهم من الجامعات.

وأضافت جرار أن الاحتلال زيادة في التنكيل بالعائلة حرمه كذلك من حضور زفاف ابنه البكر “حذيفة”، حيث أصر الاحتلال على حرمانه من المشاركة في الزفاف عبر اعتقاله قبل الزفاف والإفراج عنه بعد الزفاف، حيث غيّبه في تلك الفترة لمدة 8 أيام، للتنغيص على العائلة.

وحسب جرار، لم تكتف سلطات الاحتلال بحرمانه من الأفراح، بل حتى الأتراح والأحزان، حيث في عام 2011 فقد الشيخ عبد الجبار والدته، وفقد شقيقه الأكبر عام 2016، وفقد شقيقته وعمته وخالتها، كل ذلك وهو مغيّب داخل السجون.

وفقد القيادي جرار شقيقه الثاني عبد الفتاح الجرار إثر إصابته بفيروس كورونا في العام 2020، كما فقد عددا من إخوانه المقربين في قيادة حماس ورفاق دربه في الجهاد والمقاومة والأسر وأبرزهم القيادي عمر البرغوثي والقيادي وصفي قبها.

غياب في العيد

واليوم تظلنا اليوم مناسبة عظيمة جدا وهي أيام الحج وعيد الأضحى المبارك والشيخ عبد الجبار ما زال قابعا في سجون الاحتلال، وزوجته تصارع الإصابة وتداعياتها”.

ولطالما كانت العائلة تتمنى أن يكون أبو حذيفة مع عائلته وأصدقائه وإخوانه؛ إلا أن الاحتلال أصر على تنغيص هذه الفرحة حيث اعتقاله ثم اعتقال زوجته وإصابتها والإفراج عنها مبتورة القديمة غائبة عن الوعي.

ورغم الغياب الكبير في الأعياد، إلا أن هذا العيد هو الأكثر أثرا وألما وقلقا على العائلة، بسبب ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال من تنكيل كبير في السنوات الأخيرة تصاعدت بشكل أكبر بعد السابع من أكتوبر الماضي.

الإهمال الطبي

وتعمد الاحتلال عبر سنوات اعتقاله سياسة الإهمال الطبي بحق القيادي جرار، وكل الآلام باتت اليوم مرتبطة ببعضها البعض، حيث شهدت الشهور الماضية ارتفاعا كبيرا في الضغط والسكري بسبب الالتهابات القوية، وكل ذلك يقابل بإهمال طبي واضح بحقه وبحق الأسرى جميعا.

وكذلك بسبب ما يعانيه أبو حذيفة من أمراض متعددة من الضغط والسكري وآلام المفاصل والغضاريف إلى جانب التهاب حاد بوتر قدمه اليسرى، ولا يقوى على السير أو الوقوف إلا بعكاز، كما أنه لا يستطيع ثني ركبته.

الإهمال الطبي لم يقتصر على أبو حذيفة؛ فعلى ما يبدو أنه طال أم حذيفة التي بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، خلافا لما أخذت الموافقة عليه من العائلة أن يكون البتر أسفل الركبة.

فقد تقدمت عائلة جرار، بطلب لاسترداد ساقي أم حذيفة المبتورتين، من أجل دفنهما حسب الشريعة الإسلامية، إلى جانب الحصول على ملفها الطبي، بعد تلميح سلطات الاحتلال بالتخلص من الأطراف، ما يشكل انتهاكا جديدا يضاف إلى الجريمة المرتكبة.

وطالبت العائلة بتوضيح ما جرى يوم 27 أيار، اليوم الذي خضعت فيه المصابة لعملية بتر تحت الركبة لساقيها، وذلك بعد أن تم أخذ موافقة عائلة المصابة وبمتابعة محاميها، ليتبين لاحقا أن عملية بتر أخرى تمت لساقيها فهوق الركبة، دون أخذ موافقة عائلة المصابة، كونها تحت تأثير التخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي، وليضاف هذا الانتهاك إلى سياق الجريمة التي نفّذت بحقّها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى