تقاريرسلايد

سبعة أعوام على استشهاد القساميين جابر والجنيدي من الخليل

أعضاء بخلية "الموت السريع"

الخليل- خدمة حرية نيوز

توافق اليوم الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد القساميين المجاهدين قاسم فريد جابر وأمير الجنيدي من مدينة الخليل، والذين ارتقيا بتاريخ 14 آذار/ مارس 2016، برصاص الاحتلال، أثناء تنفيذهما عملية في مغتصبة “كريات أربع”، أسفرت عن إصابة عدد من جنود الاحتلال.

 

القسامي قاسم جابر

ولد القسامي قاسم جابر عام 1985، ونشأ بين أحضان عائلة مجاهدة، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وربت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة، وفي المسجد كانت له صولات وجولات، فكان محافظاً على الصلاة في المسجد، وكان متميزاً بالهدوء، وكسب قلوب جميع من حوله.

 

كان شهيدنا رفيع الأخلاق، مهذب في الحديث مع عامة الناس، فقد كان محبوباً لوالديه ومطيعاً لهما في المنشط والمكره، وكان محبا لجميع أهله، فيمزح مع أخوته وأخواته يحبهم ويحبونه، وكان عطوفا رحيما يساعد الفقراء بما استطاع ويشارك الجميع في الأفراح والأحزان.

 

تلقى شهيدنا القسامي قاسم تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بمدينة الخليل، وخلال دراسته، كان مثالًا يحتذى به، في الالتزام والانضباط، فنال احترام زملائه ومعلميه، وأصدقائه، وكان خلال مراحله الدراسية، يدعو إلى الخير والدعوة إلى الله، وحماية الأوطان من أرباب الطغيان.

 

عشق شهيدنا القسامي الجهاد مبكرًا، ليتقدم الصفوف، وهو يتمنّى الشهادة في سبيل اللهِ تعالى، حاملًا هم وطنه ودينه، فحقق أمنيته بالانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في سن مبكرة من عمره.

 

الشهيد قاسم وعدد من إخوانه، هم أفراد خلية الموت السريع أو خلية (عتصيون) أو الخلية المجهولة كما أطلقت عليها أجهزة الاستخبارات الصهيونية، التي اعتبرت من أخطر مجموعات المقاومة جنوب الضفة أثناء انتفاضة الأقصى المباركة.

 

وقد أذاقت هذه الخلية الصهاينة المرّ والعلقم على مدار عامين كاملين، وعجز العدو أمام عملياتها وأقر بالفشل الذريع في تتبعهم، وصعوبة ضرباتهم، وانتقاءهم لأهدافهم بدقة متناهية.

 

دوره المقاوم

أما عن دور القسامي قاسم جابر كأحد أفراد الخلية، فقد شارك شهيدنا وبشكل فعّال في عمليتين، إحداهما عملية البلدة القديمة (شارع البلدية) حيث اقترب المجاهدون من جنود العدو هناك وعلى بعد أمتار قليلة همّوا بإطلاق النار تجاه جنود الاحتلال إلا أن السلاح تعطّل، فأطلق العدو النار عليهم وانسحبت المجموعة بسلام.

 

وفي العملية الثانية التي شارك فيها الشهيد قاسم، أوكلت إليه مهمة قيادة مركبة المجاهدين، حيث استقل المجاهدون سيارة على خط مغتصبة (كريات أربع) وتجاوز المجاهدون سيارة للمغتصبين وعندما همّ أحدهم برشق المركبة الصهيونية بوابل من الرصاص تعطّل السلاح الآلي وانسحبت المجموعة بسلام من المكان.

 

وبعد فترة من جهاده في هذه المجموعة توقف عن العمل الميداني بسبب ظروف خاصة به، وكُلِف برصد تحركات العدو كون بيته ملاصقاً للمغتصبات الصهيونية بالخليل، وتوفير الدعم اللوجستي لأفراد الخلية أو ما يحتاجونه من معدات.

 

ومما يذكر للشهيد جابر أنه شارك بدورٍ فعّال في عملية (جبل السنداس) التي قتل فيها مغتصب بعد إطلاق النار عليه من سيارة مسرعة، حيث رصد للمجاهدين منطقة الانسحاب لتفادي جنود العدو، كما رصد للخلية نفسها ممر العبور والانسحاب في عملية (حجاي) التي استهدفت محطة حافلات للجنود الصهاينة، وقتل في العملية جنديان.

 

اعتقل شهيدنا وأفراد الخلية القسامية بعد سنتين من المطاردة، وصدرت بحقه لائحة اتهام بالانتماء لحركة حماس، وحكم عليه ب 42 شهراً، وحوكم بقية إخوانه في الخلية بالمؤبدات، أما الشهيد جابر فخرج بعد فترةٍ وجيزة، لعدم ثبوت أي قضية عليه.

 

يوم الشهادة

تنقل الشهيد خلال سنوات سجنه بين معتقلات العدو، وبعد خروجه من السجن افتتح محلات للخضراوات والفواكه، وكان يديرها بنفسه حتى يوم استشهاده.

 

ففي صباح يوم الاثنين الموافق 14-03-2016م، خرج شهيدنا قاسم برفقة أخيه الشهيد وأمير فؤاد الجنيدي، إلى حيث المكان الذي طالما رصده قاسم لأفراد خليته، مغتصبة “كريات أربع” لينفذا عملية بطولية، أصيب على إثرها عدد من الجنود الصهاينة.

 

وفي تفاصيل العملية، ذكر إعلام العدو أن مركبة فلسطينية تقل فلسطينييْن أطلقت منها النار باتجاه حافلة صهيونية وحاولت دهس عدد من الجنود، واكتفى العدو باعترافه بإصابة جنديين، موضحاً أنه عثر بحوزتهما على مسدس وبندقية “كارلو”، حيث يعتقد الجيش أنهما حاولا القيام بعملية إطلاق نار نوعية.

 

القسامي أمير الجنيدي

ولد في مدينة الخليل بتاريخ 1/1/1994 ونشأ في أسرة مكونة من أربعة أشقاء وأخت واحدة، وتلقى تعليمه في مدارس مدينة الخليل.

 

كان رفيق درب الشهيد قاسم جابر في كل شيء حتى في الجهاد والشهادة، ترعرع في أسرة بين أربعة أشقاء وأخت واحدة وعرف بأنه خفيف الظل وصاحب الحركة والنشاط.

 

عمل أمير بائعًا للخضار وشريكًا في العمل مع رفيق دربه الشهيد “جابر”، وانعكس هدوء “الجنيدي” على عمله المقاوم، فلم يكن يعلم أحد ما يقوم به، حتى يوم استشهاده ولم يكن أحد يتوقع أن ينفذ عملية فدائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى