الذكرى الـ28 لعملية القساميين قفيشة وغلمة قرب مستوطنة “بيت حجاي” في الخليل

أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين

الخليل- خدمة حرية نيوز
توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة والعشرين، لتنفيذ المجاهدين طاهر قفيشة وجهاد غلمة من كتائب القسام عملية قرب مستوطنة “بيت حجاي” جنوب الخليل؛ مما أسفر عن مقتل (3) من المستوطنين.

وفي تاريخ 17/5/1994م، انطلق طاهر بصحبة جهاد غلمة في عملية قرب مغتصبة (بيت حجاي) جنوب الخليل، فقتل ثلاثة مغتصبين كانوا يستقلون سيارة في الساعة الثامنة والنصف صباحا.

وفي تاريخ 16/6/1994م، جهز المجاهدان كمينا لمركبات العدو في شارع عين سارة، وفي وضح النهار أطلقوا النار نحو ثلاث مركبات تابعة لمخابرات العدو، ولم يعترف العدو حينها إلا بإصابة واحدة، رغم أن ما أطلقه المجاهدون زاد عن (250) طلقة.

وبتاريخ 7/7/1994م تجاوز طاهر عن سيارة صهيونية قرب مغتصبة (كريات أربع)، فقُـتل أحد المغتصبين وأصيب أربعة آخرون.

عمل طاهر بصحبة جهاد على تدريب مجموعة من المجاهدين لتنفيذ عملية أسر على طريق الخليل/القدس بهدف تحرير إخوانه الأسرى في السجون، وكادت العملية أن تنجح لولا كثافة الجنود والمغتصبين في المنطقة وارتياب المغتصب المستهدف بأحد الإخوة الذي لم يتقن (اللغة العبرية) فقفز المغتصب من السيارة وعاد الإخوة إلى قاعدتهم بسلام بعد مطاردة طويلة من جيش العدو.

ومطلع عام 1995م نصب الشهيد طاهر كمينا لباص من المغتصبين في منطقة راس الجورة، اعترف العدو بمقتل اثنين وإصابة خمسة من المغتصبين، وفي جبل الرحمة ينصب كمينا لسيارة جيب عسكرية، لم يعترف العدو خلالها بإصابات وعلى طريق بيت كاحل غرب الخليل يهاجم مع جهاد غلمة جيباً عسكرياً، فيصيب ثلاثة جنود، إضافة إلى عشرات العمليات التي لم يعترف بها العدو ولم يُعرف عدد الإصابات.

الشهيد طاهر قفيشة
نشأ وترعرع القسامي قفيشة في مدينة خليل الرحمن، وعُرف عنه تواضعه وحسن خلقه، وحبه الشديد للجهاد، فكان من أوائل فرسان حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ بداية انتفاضة الحجارة.

كان طاهر ينتظر باصات الاحتلال ودورياته العسكرية عبر شارع بئر السبع بعد المدرسة، ليمطرها بحجارته وتكبيراته، ولم يكن يعرف الكلل أو الملل، وكان حريصا على خوض أغلب المواجهات مع الاحتلال ليلا ونهارا، فقد كان لا يترك اللثام للحظة واحدة، بل يخفيه في ثيابه خوفا أن تضيع منه أي فرصة لمواجهة المحتل.

تميز شهيدنا بحماسه الشديد واندفاعه في البحث عن أي وسيلة لتطوير العمل الجهادي، بدءًا من الحجارة والزجاجات الفارغة والقنابل الصوتية والزجاجات الحارقة، وصولاً إلى حمله البندقية المشروعة كخيار للتحرير وطرد المحتل.

الشهيد جهاد غلمة
في ضحى الخامس من شباط أعلنت شمس خليل الرحمن ميلاد السنبلة الايمانية جهاد غلمه في منزله الكائن قرب المسجد الأبراهيمي ليرضع كل يوم خمس مرات صوت الله أكبر مردداً في وجدانه.

نشأ طفلاً وغلاماً وشاباً في ظل أسرة تقية تحثه وتعلق قلبه في المساجد وخاصة مسجد ابن عثمان في البلدة القديمة ليواظب فيه على الطاعات وتلقي الدروس الدينية وتأصلت بذلك شخصيته الايمانية وترعرعت بذرته الاسلامية فأحبه الصغير والكبير.

انخرط في صفوف جماعة الإخوان المسلمين عام 1982م، أما عن صفاته فكان رحمه الله هادىء النفس يحفظ من القرآن ثلثيه منكباً على مطالعة الكتب الإسلامية ومتأثرا بشخصية الشهيدين سيد قطب وعبد الله عزام، واعتاد صيام يومي الأثنين والخميس من كل أسبوع.

أنهى رحمه الله الثانوية العامة، فأراد أن يكمل تعليمه فلم يجد أفضل من دراسة الشريعة الإسلامية وفكر بالسفر الى السودان من أجل ذلك إلا أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية منعته من السفر فلم يؤثر ذلك على عزيمته في متابعة دراسة الشريعة الاسلامية فتوجه لدراستها في كلية الدعوة وأصول الدين في قدس الأقداس، وكان خلال وجوده في القدس دائم التردد على المسجد الاقصى يصلي فيه معظم الأوقات خاصة صلاة الفجر في جماعة.

استشهاد المجاهدين

بعد سلسلة من العمليات النوعية التي زلزلت العدو وأرعبت مغتصبيه، فرض الاحتلال حظر التجول ليلاً على مدينة الخليل، ومع ذلك كانت جميع الطرق معرضة لهجمات القساميين.

قام الاحتلال بتوزيع صور المطاردين على جميع الدوريات والحواجز العسكرية وأعوانه من العملاء، ورافق ذلك حملة تشويه واسعة ضد المجاهدين.

كانت رحلة المطاردة شاقة ومرهقة، وكم كان طاهر يتمنى الشهادة ويسأل الله ألا تكون تحت الأنقاض، وتضيق عليه الدنيا بعد استشهاد أخيه ورفيق دربه (جهاد غلمة) الذي استشهد في اشتباك مسلح مع قوة من المستعربين في 16 من أبريل.

وفي التاسع والعشرين من يونيو 1995م، استيقظت خليل الرحمن على قوات العدو وآلياته تحاصر منزلاً وسط أرض زراعية في منطقة راس الجورة، قرب الشارع العام، ونداء مكبرات الصوت لتسليم طاهر نفسه، فيشهر مسدسه ويطلق رصاصه نحو رأس ضابط الوحدة ليصيبه بجراح خطيرة (يموت بعدها بثلاث سنوات).

 

صمد المجاهد لأكثر من (12) ساعة مفضلاً الشهادة على الاستسلام، ليرتقي بعدها شهيداً مشتبكاً، ويلتحق بمن سبقه من شهداء القسام الذين شاركهم الجهاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى