تقاريرسلايد

البدء بتنفيذ مخطط استيطاني ضخم شمال القدس لتوسعة المستوطنات وربطها

القدس المحتلة – خدمة حرية نيوز:
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخطط استيطاني تلو الآخر، بل بالجملة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وهي محاولات منها لبسط السيطرة الكاملة على الضفة وتنفيذ مشاريعها الاستيطانية الهادفة لتهويد القدس وتوسيع المستوطنات وربطها ككتلة واحدة.

على أراضي “مطار قلنديا” التاريخي شمال القدس المحتلة بدأ الاحتلال بتنفيذ مخطط لبناء حي استيطاني ضخم.

يهدف المخطط لتغيير كامل للوجه الحضاري لمدينة القدس، إضافة لفصل الضفة الغربية عن القدس المحتلة.

ويهدف أيضا لربط المستوطنات ببعضها على امتدادات واسعة ستؤدي لتدمير آلاف أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنشآتهم.

مشروع احتلالي

وبدوره حذر الخبير في شؤون القدس والأقصى د. جمال عمرو من أن الاحتلال يسعى لجعل منطقة قلنديا وأراضي الفلسطينيين حولها مستباحة تماما.

وأوضح عمرو أن قوات الاحتلال بدأت في المخططات الاستيطانية شمال القدس.

وذلك بهدف تسهيل حياة مستوطنات شرق رام الله وجنوب نابلس وبعض مستوطنات أريحا بربط شارع “60” مباشرة مع شارع “443”.

وهو الأمر الذي يمكن المستوطن من الوصول إلى مناطق “تل أبيب” دون الدخول إلى وسط مدينة القدس.

وأشار إلى أن الاحتلال سيهدم كل ما يتعارض معه من بيوت ومنشآت تجارية في المنطقة الممتدة من جبع مرورا بالرام

ومنطقة حاجز قلنديا ومطار قلنديا وبلدة قلنديا وبعض قرى شمال غرب القدس،

إضافة لإغلاق حاجز قلنديا خلال فترة تنفيذ مشروع الطريق السريع في المنطقة والذي قد يستمر ثلاثة أعوام ونقل الحركة إلى الحواجز الأخرى.

وقال عمرو: “المدينة المقدسة تنزف في كل قطاعاتها، والبنى التحتية التي يقوم بها الاحتلال تخص المستوطنين فقط ولخدمتهم،

ما يعني أننا أمام جراحات نازفة في كل نواحي المدينة المقدسة”.

وأضاف: “الاحتلال يمثل مجرد عصابات مافيا أسست لإنشاء مشروع احتلالي غاصب عنصري بامتياز وفاشي بكل المقاييس”.

ولفت إلى أن مشروع إغلاق حاجز قلنديا هو واحد من عدة مشاريع كبرى،

تشير إلى أن الاحتلال لديه مشاريع عملاقة لخدمة المستوطنين والاستيلاء على مطار القدس وبناء مستوطنات على أرض المطار

وعلى أرض ما يسمى مستوطنة “عطروت” الصناعية وربط المستوطنات الشرقية بالغربية وربط مستوطنات شمال القدس بجنوبها دول الدخول إلى قلب المدينة.

استيطان يلتهم

ومن جانبه، أوضح الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن الاحتلال بدأ العمل في البنية التحتية وشق عدة شوارع في معبر قلنديا،

والترويج لإقامة حي استيطاني ضخم في المنطقة على مساحة 1240 دونم من أراضي المطار،

كانت أقرته ما تسمى “اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم” عام 2020.

وبين أبو دياب أن المخطط سيشمل شق أربعة شوارع كي تُوصل منطقة “مطار قلنديا” بالمستوطنات شرقي القدس،

وحتى الأغوار والساحل الفلسطيني، وكذلك شرق طريق من المنطقة الجنوبية إلى مدينة القدس وصولًا لمدينتي بيت لحم والخليل.

وأضاف بأن الحي الاستيطاني يشمل بناء 9 آلاف وحدة استيطانية لإسكان اليهود المتدينين “الحريديم”،

بالإضافة لإقامة أماكن ترفيهية وتجارية ومنطقة صناعية، وفندق ضخم يضم 20 طابقًا، وعدة بنايات عالية، وغيرها من المنشآت.

وأشار أبو دياب إلى سلطات الاحتلال حرمت الفلسطينيين من استثمار أراضي المطار المهجور، لصالح البناء والتوسع العمراني،

في المقابل تتيح للمستوطنين السيطرة على الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها.

ولفت إلى أنه قبل عدة سنوات، قرر مستثمرون فلسطينيون استغلال أرض المطار الفارغة لصالح إقامة قرية فلسطينية نموذجية حديثة،

إلا أن الاحتلال صادر الأرض ومنع أي عمل أو استثمار فيها، سوى لمصلحة المستوطنين.

ويقع “مطار قلنديا” بين مدينتي القدس ورام الله، واستولت سلطات الاحتلال عليه بعد احتلالها المدينة عام 1967،

وضمته إليها عام 1981 بموجب “قانون القدس”، لكنها أغلقته عام 2000، وأطلقت عليه اسم “مطار عطاروت”.

مطلوب وقفة جادة

ومن جهته اعتبر الخبير في شؤون القدس والأقصى جمال عمرو أن التلويح بإغلاق حاجز قلنديا يهدف الاحتلال من خلاله لجس النبض، وقال:

“إذا كان هناك سكوت وموافقة فلسطينية مبدئية وآلاف الناس سيسعون لشوارع بديلة فسيعملون براحتهم في الشارع،”

وسيشقون الأنفاق ويحققون أهدافهم الخفية والمعلنة”.

وأضاف: “إذا كان هناك احتجاجات شعبية وضغوطات دولية وحقوقية فإنه من الممكن للاحتلال أن يحقق مشروعه،

ولكن على فترات جزئية وبتكاليف أعلى قد تصل للمليارات، والفلسطيني سيحاول كسب عامل الوقت لعرقلة المشروع”.

وطالب عمرو بوقفة جادة في وجه مخططات الاحتلال، وشدد على أنه بوسع الفلسطينيين أن يفعلوا الكثير،

فهم أفشلوا مشروع مركز القدس في محيط البلدة القديمة وهم قادرون على إفشال هذا المشروع.

وتابع: “الفلسطينيون بوسعهم أيضا أن يستلموا فلسطين ببنية تحتية حديثة إذا اتخذوا قرار الانتصار والتحوّل من ثقافة الهزيمة إلى ثقافة الانتصار،

وذلك من خلال تحوّل جذري يساهم فيه الاعلاميون والفقهاء والعلماء والخطباء وغيرهم، وهم سوف ينتصرون في نهاية المطاف”.

ودعا عمرو الفلسطينيين لضرورة السعي خلف تغيير القيادة الفلسطينية لقيادة شابة تمنح الناس فرصة من الأمل بدلا من التعلق بالوهم وسراب “أوسلو” والتسول على أعتابها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى