تقاريرسلايد

المثقف المشتبك.. الذكرى السنوية السابعة على استشهاد المجاهد باسل الأعرج

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:

تمرّ اليوم الذكرى السابعة على استشهاد “المثقف المشتبك”، باسل الأعرج، بعد اشتباكٍ مسلح خاضه ضد الوحدات الخاصّة لجنود الاحتلال داخل منزلٍ كان يتحصّن فيه، في مدينة رام الله، في السادس من مارس/آذار 2017.

سيرة الباسل

ولد الشهيد باسل الأعرج (31 عامًا)، في قرية الولجة قضاء بيت لحم، عام 1986، وحصل على شهادة الصيدلة وعمل في مجالها، فيما برز ككاتبٍ وباحث ومدوّن، ونشط بحثه في التاريخ الفلسطيني، وتاريخ الثورة الفلسطينيّة بمراحلها كافة.

عرف الأعرج بثقافته الواسعة التي كرسها لمقاومة الاحتلال بكل الأشكال، بالتدوينات والمقالات الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وكان من الداعين إلى مقاطعة المحتل في الداخل والخارج، كما نشط في المقاومة الشعبية.

 شرع خلال سنواته الثلاث الأخيرة في مشروع «توثيق محطات الثورة الفلسطينية» منذ ثورة عام 1936 وصولاً إلى انتفاضة الأقصى عام 2000، وأطلق لهذا الغرض رحلات ميدانية استهدفت زيارة المناطق التي وقعت فيها العمليات والمعارك الفدائية.

كما حرص الأعرج على تنظيم ندوات تثقيفية في عدد من محافظات الضفة، وكتب باستمرار في عدة مواقع فلسطينية عدداً من المقالات المتنوعة، التي تتمحور حول مواجهة الاحتلال، ومن بينها مقالة تعكس شخصيته كباحث ومؤرخٍ، عنوَنها بـ”عش نيصاً… وقاتل كالبرغوث”.

ظلم ذوي القربى

ولم يكن باسل الأعرج بعيدًا عن ملاحقة السلطة الفلسطينية له ضمن ما عرف بالتنسيق الأمني، الذي كان أوّل الرافضين لها في المسيرات والمظاهرات الاحتجاجيّة، واعتبرها مكونًا من مكوّنات الاحتلال.

في أبريل/نيسان 2016 أعلن عن اختفاء الأعرج وعدد آخر من الشبان، عرفت قضيتهم آنذاك باسم “الشبان الخمسة”، وتعرضوا للاعتقال من طرف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، بتهمة التخطيط لعمليات مسلحة ضد إسرائيل، ثم اعتقل معظم هؤلاء لاحقا لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وبعدما أطلقت السلطة سراحه من سجن بيتونيا في رام الله بعد شهور ذاق فيها ويلات التعذيب في مسلخ أريحا وسجون السلطة، بدأت سلطات الاحتلال تطارد الأعرج الذي وصفه جهاز المخابرات الإسرائيلي عام 2016 بأحد أبرز قادة الحراك الشبابي الفلسطيني بعدما صنّف هذا الحراك تنظيما إرهابيا.

موعد مع الشهادة

استشهد الأعرج يوم 6 مارس/آذار 2017 عندما اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة منزلا تحصن به في مدينة البيرة قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

واشتبك الأعرج مع قوات الاحتلال لمدة ساعتين، وبعد نفاد ذخيرته، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه وقتلته واختطفت جثمانه.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مناقب الشهيد وصفاته وحسن ما صنع تحت وسم #المثقف_المشتبك، فقد كان وقع اغتيال الأعرج عظيم على شريحة واسعة من الشباب الفلسطيني.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي وصية تركها الشهيد داخل البيت الذي تحصن فيه، قال فيها: “تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد فإن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء”.

وأضاف الشهيد الأعرج في وصيته: “لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.. وأنا الآن أسير إلى حتفي راضيا مقتنعا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني! وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد. وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة، إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب أنا عنكم، فلتبحثوا أنتم… أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى