تقاريرسلايد

“الباب الدوار”.. فلم يروي قصة الشهيد باسل الأعرج والملاحقة المزدوجة من الاحتلال والسلطة

في ذكرى استشهاد المثقف المشتبك

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز

في ذكرى استشهاد البطل المجاهد باسل الأعرج السابعة، أعيد عرض الفيلم الدرامي “الباب الدوار”، والذي يروي قصة الشهيد الأعرج وملاحقته المزدوجة من الاحتلال والسلطة.

ويعرض فلم الباب الدوار بداية تشكيل الحراك الشبابي الذي أسسه الشهيد الأعرج مع رفيقيه المثقفين هيثم سياج ومحمد حرب، والذي اختلف عن التنظيمات التقليدية ويتميز بالمرونة الواسعة، ويضم بين جنباته شتى الفصائل الفلسطينية، وبرنامجه المقاومة بكافة اشكالها والثورة الفكرية والتنظيمية.

في نهاية فبراير من عام 2016 اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان الذين قدموا للشهيد الأعرج ورفاقه السلاح، ما جعل ساعة المواجهة تقترب.

وبالتوازي نشطت أجهزة أمن السلطة وبدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة بحق الشباب الذين انضموا لمجموعة الأعرج، حيث اعتقلت محمد السلامين وسيف الإدريسي وعلي دار الشيخ، لتصبح المطاردة مزدوجة.

وشنت أجهزة السلطة حملة واسعة للوصول لباسل ورفاقه، أو حتى لطرف خيط يوصلهم إليه، وحققت عسكريا بشكل وحشي مع المختطفين السلامين والإدريسي ودار الشيخ، حتى وصلت لباقي المجموعة وحاصرتهم واعتقلتهم عقب الاعتداء عليهم.

واختفى الشهيد الأعرج قسرًا أشهرًا إذ اختطفته أجهزة أمن السلطة في الضفة مع خمسة معتقلين سياسيين سنة 2016م، على ما عدتها السلطة “تهمة” التخطيط لعمليات مسلحة ضد (إسرائيل).

وبكل أساليب التحقيق الوحشي التي استنسختها أجهزة أمن السلطة عن التحقيق العسكري لدى الاحتلال، تعرض الشباب المقاوم للتعذيب الوحشي المنافي لكل الأخلاق الإنسانية والوطنية، وذلك خدمة للتنسيق الأمني.

شهور طويلة من التعذيب والتحقيق وكأن الشباب المقاوم يواجه ضباط مخابرات الاحتلال، استطاع باسل ورفاقه الصمود في وجه هذه الوحشية التي فاقت كل وصف.

وفي تحد كبير من هيثم سياج ورفاقه أخبرهم أنه سيهرب من السجن، وفعلا هذا ما حدث في أحد الليالي، حيث استطاع هيثم الهروب في الساعة الثالثة فجرا، وتخطوا الحديد والنار وحققوا ما أرادوا.

وفي اليوم التالي عاد هيثم ومحمد حرب إلى السجن بإرادتهم، ثم نقلوا إلى سجن التحقيق المركزي في أريحا، حيث يتم خلط المقاومون والشباب الثائر مع الخونة والعملاء المعتقلين إمعانا في إهانة المناضلين.

وفي سجن أريحا أعلن هيثم وباسل ورفاقهما الإضراب عن الطعام ليستمر لمدة زادت عن الشهر، ورغم الضغوط عليهم لفك إضرابهم وتهديدهم إلا أن الجواب كان من الأعرج: “بدنا نوكل عنب ونفغص في بطن الناطور”.

وفي سبتمبر من عام 2016، أطلق سراح الأبطال، إلا أن قرار باسل كان أنه لن يكون لقمة سائغة للهدوء ليبدأ الاحتلال مطاردة باسل الأعرج؛ ضمن ما تعرف بسياسة الباب الدوار.

ومع اتجاه عقارب الساعة نحو الواحدة والنصف من فجر السادس من آذار (مارس) 2017م، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقة تحصن بداخلها في مخيم قدورة في رام الله المحتلة، انتهت بارتقاء روحه بعد ساعتين من الاشتباك المسلح.

وبعد استشهاد الأعرج، واصلت السلطة في رام الله محاكمة الشهيد ورفاقه على تهمة “حيازة سلاح ناري دون ترخيص”، ووصفت الجبهة الشعبية تلك الإجراءات بـ”وصمة عار على جبين السلطة، وكل من يمارس التنسيق الأمني مع الاحتلال”.

وتتمسك السلطة في رام الله بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم قرارات وطنية عديدة بوقفه، وسبق أن وصف رئيس السلطة محمود عباس التنسيق الأمني بأنه “مقدس”؛ رغم إقراره بفشل حدوث أي تقدم لمصلحة الفلسطينيين منذ اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير مع (إسرائيل) سنة 1993م.

رحل باسل وبقيت الثورة مستمرة، وبقي الأبطال على العهد ما تراجعوا، وكلما هدأت الثورة خرج بطل جديد يجدد العهد على المضي على درب الشهداء حتى الحرية والتحرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى