أخبارتصريحاتتقاريرسلايد

الاحتلال يستخدم الأصفاد وتعصيب العيون أداة للتنكيل بالأسرى وتعذيبهم

شهادات مرعبة

الضفة الغربية – خدمة حرية نيوز
تشكل قضية الأصفاد “القيود”، إحدى أبرز الأدوات التنكيلية التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشكل ممنهج بحق الأسرى، وهي جزء من الأدوات المركزية التي تعتمد عليها لإحكام السيطرة على المعتقل.

واستخدم الاحتلال على مدار عقود الأصفاد، كأداة للتنكيل والإذلال بالمعتقلين، وذلك منذ لحظة الاعتقال الأولى، مرورا بعمليات نقلهم.

وأكدت مؤسسات الأسرى أنه منذ بدء العدوان على شعبنا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برزت هذه القضية بشكل أساسي في شهادات المعتقلين، حول الكيفية التي استخدمت فيها قوات الاحتلال القيود للتنكيل بهم، وتكون أداة لتعذيبهم، وشمل ذلك كافة الفئات من المعتقلين بينهم أطفال ونساء، ومن تعرضوا للاحتجاز لساعات، ومرضى، وجرحى، ومن يعانون من إعاقات حركية، حيث استمرت عمليات تقييد بعض المعتقلين وفقًا لشهادتهم لأيام قبل نقلهم إلى مراكز التحقيق، أو المعتقلات.

ووفقًا لشهادات الأسرى، فإن العديد منهم عانوا من انتفاخات وإزرقاق في الأيدي جراء الوضعية التي استخدمها الاحتلال خلال التقييد، من أبرزها تقييد الأيدي إلى الخلف، وإبقاء المعتقل جالسا على ركبتيه لساعات طويلة، إضافة إلى تعصيب العينين، وقد عانى المعتقلون لاحقًا من أوجاع شديدة في أجسادهم.

أداة للتعذيب
ولم تكتف أجهزة الاحتلال باستخدامها خلال المرحلة الأولى من الاعتقال، فقد نقل العديد من المحامين الذين أجروا زيارات للمعتقلين مؤخرا، كيف انتهجت إدارة المعتقلات استخدام الأصفاد “القيود” كأداة لإذلالهم عند نقلهم إلى الزيارة، أو عند نقل المعتقلين المرضى والجرحى إلى المستشفى، أو للعزل، أو لمعتقل آخر، حيث تتعمد تقييد الأيدي والأقدام، إضافة إلى تعصيب الأعين بطريقة مذلة.

وأكد الأسرى في شهاداتهم، أن إدارة السجون نفذت عمليات نقل لإجراء مقابلات لدى جهاز المخابرات، وأثناء ذلك ونتيجة لوضعية التقييد في الأيدي والأقدام ونقلهم بطريقة وحشية، سقط بعض المعتقلين أرضا، وأجبروا على استعادة قدرتهم على الوقوف وهم مقيدون، ومن لم يستطع ذلك كانوا يتعمدون ضربه وسحله، وقد تركزت شهادات المعتقلين حول ذلك في الفترة الأولى بعد 7 أكتوبر.

وذكرت مؤسسات الأسرى أن إدارة السجون بعد 7 أكتوبر تقوم بنقل المعتقل عند الزيارة وهو مقيد اليدين إلى الخلف، والقدمين، ومعصوب الأعين، ورأسه إلى الأسفل، وبعض المعتقلين طُلب منهم أن يقوموا برفع أيديهم المقيدة فوق رؤوسهم، وعند دخول المعتقل إلى غرفة الزيارة يتم إزالة العصبة، ويتم تقييد الأيدي إلى الأمام بدلا من الخلف، مع إبقاء القيود بالقدمين.

الأطفال ضحية الاحتلال
وشددت مؤسسات الأسرى على أن إدارة السجون لم تستثن الأطفال المعتقلين، ففي معتقل “مجدو” تتعمد الإدارة إحضار الأطفال بنفس طريقة التقييد التي يتعرض لها البالغون، ورغم مطالبات المحامين بضرورة فك القيود لكون الطفل لا يستطيع حمل السماعة، إلا أن الإدارة أكدت أن هذا الإجراء يستند إلى أوامر جديدة ستنفذ بحق كافة المعتقلين أثناء الزيارة.

واستنادا لروايات معتقلي غزة الذين أفرج عنهم بعد احتجازهم لفترات طويلة في المعسكرات، والتي تخضع لإدارة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يتعمد إبقاء المعتقلين مقيدين طوال الوقت، عدا عن إجبارهم على الجلوس بوضعيات تسبب لهم مزيدا من الألم، وقد عكست العديد من صور المعتقلين الفرج عنهم إلى غزة آثار القيود على أجسادهم، وكيف أدت إلى حدوث انتفاخات في أطرافهم.

وأكدت مؤسسات الأسرى أن عمليات تقييد المعتقلين التي تنتهجها سلطات الاحتلال تشكل انتهاكا، وشكلا من أشكال التعذيب، فعلى الرغم من أنه انتهج ذلك على مدار عقود طويلة، إلا أن الوضعيات الراهنة للتقييد غير مسبوقة بحقهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى