أخبارتقارير

الذكرى السنوية الأولى على استشهاد فارس الاشتباكات “الأمير الغزاوي” أمير أبو خديجة

مؤسس كتيبة الرد السريع

طولكرم – خدمة حرية نيوز

تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى على رحيل فارس المقاومة أمير أبو خديجة، شهيدًا في جريمة اغتيال صهيونية في صباح 23 من مارس من عام 2023، وبقيت سيرته الجهادية، وكلماته، نبراسًا يضيء درب السالكين نحو الحرية والمجد.

ميلاد أمير

أمير الغزاوي، كما كان يحب أن يلقب نفسه، وتلقبه عائلته، ولد في غزة عام 1994، حيث كان والده يعمل فيها في وزارة التنمية الاجتماعية، ودرس أمير تعليمه الابتدائي في مدارس غزة.

ومن ثم عاد مع أسرته إلى الضفة الغربية عام 2010، ليكمل دراسته في مدارس طولكرم، وأكمل دراسته العليا في كلية الرياضة بجامعة فلسطين التقنية (جامعة خضوري) في المدينة نفسها، وبقي طوال الوقت معلق القلب بغزة وحواريها، ويتفاعل مع حروب الاحتلال عليها، ومع بطولاتها وصولاتها المتكررة.

ويتوسط أمير أشقاءه الستة (3 ذكور و3 إناث) الذين تميزوا بتفوقهم في مدارسهم وجامعاتهم، وتوصف عائلتهم بالمتعلمة والمثابرة، فوالده موظف عمومي بدرجة مدير في وزارة التنمية الاجتماعية، ووالدته معلمة متقاعدة.

ملاحقة مزدوجة وفصل من العمل

وبعد إنهاء تعليمه الجامعي عمل أمير في “حرس الرئاسة” الفلسطينية، قبل أن يجد نفسه مضطرا لمغادرته لدوره المقاوم، والتحق بسوق العمل الحر كسائق مركبة للنقل الخاص والعمل بورشة لحجر البناء.

وتعرض أمير أبو خديجة للفصل التعسفي من جهاز حرس الرئيس عام 2019 على خلفية انخراطه بأعمال مقاومة، حيث قدمه جهاز الاستخبارات العسكرية للقضاء لمحاكمته بناء على معلومات أن أمير له علاقة بأعمال المقاومة ضد الاحتلال.

ولاحقا أصدر القضاء العسكري قراراً بحبس أمير أبو خديجة 3 أشهر واستبدلت لاحقا بدفع غرامة مالية، ثم تبع ذلك الحكم قراراً بالفصل التام للشهيد أمير من جهاز حرس الرئيس الذي كان يعمل له، حاله حال مئات العسكريين الشرفاء الذين لاحقتهم واعتقلتهم أجهزة أمن السلطة وفرضت عقوبات عليهم وتعرضوا للتعذيب خاصة في سجن أريحا، ووصلت العقوبات للفصل كما حصل مع أمير.

وعقب فصله من الجهاز، وصلت المعلومات عبر التنسيق الأمني للاحتلال، ليعتقله لنحو عام، ويخرج لاحقا ويعود لنهج المقاومة مرة أخرى، وليصبح قبل أشهر عدة من استشهاده أبرز المطلوبين للاحتلال في المدينة لا سيما بعد أن التحق بصفوف المقاومة فيها.

وتعرض للملاحقة من أجهزة السلطة الأمنية ضمن محاولاتها التي لا تتوقف لاعتقال المقاومين وإجهاض الحالة الثورية في الضفة ضمن اتفاقات التآمر والتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال.

بيعة للمقاومة وللضيف

وأعلن أبو خديجة على صفحته على موقع “فيسبوك” دعمه وبيعته للمقاومة والمقاومين، وانتقاده لفساد السلطة الفلسطينية ومهاجمته التنسيق الأمني، وأبرزها إعلانه الصريح جنديته للقائد محمد الضيف في معركة نصرة الأقصى إبان معركة سيف القدس عام 2021.

وكان الفارس الأمير انتماؤه عابر للفصائل بمسمياتها إلى حالة المقاومة والوطن؛ ولم يكن غريبًا أن تظهر بعد استشهاده صوره وهو يعصب جبينه بشعار كتائب القسام، ويلتقط الصور خلف رايتها الخضراء.

وأظهرت مقاطع فيديو شجاعة الشهيد أمير خلال اشتباكه وتصديه لجيش الاحتلال الذي توغل إلى مدينة طولكرم مرات عدة.

اشتباك وشهادة

وفي صبيحة يوم الخميس الموافق 23 من مارس من عام 2023؛ حاصرت وحدات جيش الاحتلال الخاصة بناية في قرية عزبة شوفة جنوب مدينة طولكرم، لتساندها بعد وقت قصير قوات كبيرة من جيش الاحتلال وتقتحم شقة سكنية داخل البناية.

اغتالت قوات الاحتلال البطل أبو خديجة بداخل الشقة، بعدما رفض الاستسلام وقاوم حتى الرمق الأخير.

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو لموقع الاغتيال، آثار الرصاص الكثيف الذي أطلقته قوات الاحتلال وأحدث ثقوبا بالجدران وبقيت دماؤه تشهد على جريمة الاحتلال، كما تشهد على بسالة أبو خديجة وبأسه في وجه الاحتلال.

وأبو خديجة هو أول شهيد فلسطيني في شهر رمضان العام الماضي، وجاء استشهاده بعد أيام قليلة من قمة “شرم الشيخ” التي عقدت يوم 19 مارس/ آذار 2023، في محاولة لـ”خفض التوتر” بالضفة، وشارك فيها مسؤولون سياسيون وأمنيون من مصر والسلطة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، والأردن، والولايات المتحدة الأميركية، والذي أتى استكمالاً لاجتماع العقبة في الأردن الذي عقد في 26 فبراير/ شباط الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى