تقارير

الذكرى الـ21 لاغتيال القساميين الثلاثة عياد والجواريش وبداونة من بيت لحم

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 لاغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة من مجاهدي كتائب القسام من مخيم عايدة في بيت لحم، وهم المهندس علاء الدين محمد عياد (25 عاماً)، والمهندس نادر إبراهيم الجواريش (34 عاماً)، والشيخ موفق عبد الرزاق بداونة (40 عاماً).

وأطلقت قوات صهيونية خاصة النار في 25 آذار/ مارس 2003، صوب السيارة التي كان يستقلها مجاهدو القسام الثلاثة، ما أدى إلى استشهادهم، إلى جانب استشهاد الطفلة كريستين سعادة وإصابة والدها وشقيقتها بجروح في نفس المكان.

نادر الجواريش
ولد الشهيد نادر بتاريخ 4/5/1969م في مخيم عايدة للاجئين، والذي يقع في الجانب الشمالي الشرقي لمدينة بيت لحم، وتعود جذور عائلته إلى قرية المالحة في محافظة القدس.

وأكمل دراسته حتى التوجيهي في مدرسة الوكالة التابعة للمخيم ثم التحق بكلية الأمة ودرس فيها لمدة عام كامل، وارتبط بالإسلام منذ نعومة أظفاره وكان هادئاً حليماً، وترك الدراسة في الجامعة لأنه يكره الاختلاط ثم اتجه للعمل في ورشات البناء، وكان عمله ميسراً ورزقه وفيراً، غير أنه استشهد ولم يكن في خزينته إلا التقوى والعمل الصالح.

تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال لمدة أربعة أشهر عام 1985، بتهمة المشاركة في فعاليات ضد جنود الاحتلال ودورياتهم، وكان من المبعدين إلى مرج الزهور عام 1991م مع 418 من أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي حيث أمضى هناك عاما كاملا.

بعد عمليات الاجتياح لمدينة بيت لحم وتحديدا في فترة حصار الكنيسة، كان الشهيد يختفي عن الأنظار تارة ويظهر تارة، ولكنه اختفى بعد أن أعلن الجيش الصهيوني عن نيته لاغتيال الشهيد علي علان، حيث اختفى نادر كليا وكان بين الحين والآخر يتصل مع زوجته وأمه ويقول لهم إنه بخير وأنه لا يتنقل كثيرا وإنه كان يجيب ابنته عندما تسأله أين ينام فيقول لها إنني أنام على شجرة ولا يراني عليها أحد.

عاشق لطريق الجهاد
تقول والدته إنها كانت تقول له عليك بالتراجع عن هذا الطريق فكان يعظها قائلا كم عمركِ الآن فتقول (65)عاما فيقول هل تستطيعين إرجاع عمركِ، أو في ماذا قضيتيه وهل لديكِ أمل أن تعيشين بقدر ما عشتِ، وإذا عشتِ مدة طويلة أليس نهايتكِ إلى الموت ويسألها لماذا لا نكسب الآخرة.

وقبل استشهاده بأربعين يوما حضر إلى البيت وكانت الثلوج تتساقط فظل يروح ويجيء في البيت كأنه مشغول بأمر ما ثم أخذ ينظر في أركان البيت فقلت له لم تفعل هذا من قبل، فأشار إلى أنه يحب أن يتأمل بجدران المنزل فقال لي هل أبقى في البيت كي أخرج للعب بالثلج مثل السابق أم أخرج، فقلت له أنت تملك زمام نفسك ولكنه خرج دون أن يعود.

وكان الشهيد رحمه الله متأكداً من نهايته وكان أكثر ما يحب شخصية الشهيد القسامي علي علان قائد القسام جنوب فلسطين، وتذكر والدته أن كان يدعوا الله أن يجمعه مع عبد العزيز الرنتيسي والشيخ حامد البيتاوي وقد اجتمع معهما أثناء إبعاده إلى مرج الزهور.

علاء عياد
ولد علاء في ليلة السابع والعشرين من رمضان بتاريخ 22 كانون الأول/ ديسمبر 1978م، وسط فرحة وسعادة من عائلته، وتعود جذور عائلته إلى قرية رأس أبو عمار، التي تقع بين مدينتي القدس والخليل، وهي محاذية للحدود الغربية لمدينة بيت لحم، حيث هجرت العائلة وأقامت في مدينة بيت لحم.

عاش الشهيد حاله حال بقية أبناء الشعب الفلسطيني حالة التشرد عن بيته ووطنه، وسكن منازل الطوب وألواح الزينكو التي لا تقي من حر الشمس ولا زمهرير الشتاء، وقد أمضى طفولته في أزقة المخيم الضيقة، وتلقى تعليمه في مدرسة الوكالة التابعة للمخيم، حتى أكمل التوجيهي ثم التحق بالعمل مع شقيقه عماد حتى مطاردته.

خلية القائد علي علان
تعرض علاء للاعتقال على يد قوات الاحتلال، وهو أحد أعضاء خلية الشهيد القائد القسامي علي علان، والتي كان منها الشهيد موفق بداونة ونادر جواريش، وقامت سلطات الاحتلال بتعريضه للشبح والضرب المتواصل لمدة 13 يوماً متواصلة، حيث فقد الذاكرة والقدرة على النطق، ولم يحصل ضباط المخابرات على أي معلومة منه حتى تم إطلاق سراحه وبعدها تماثل للشفاء.

وبدأت رحلة المطاردة من قبل الاحتلال لمدة خمسة شهور، وسط محاولات لاعتقاله ونصبت الكمائن لكن دون جدوى، وقد نسبت سلطات الاحتلال له الوقوف وراء عملية كريات يوفيل التي نفذها الاستشهادي القسامي نائل أبو هليل الذي كان يسكن بلدة الخضر واصله من قرية بيت عوا جنوب الخليل، وقد قتل في العملية 13صهيونيا.

كما نسبت له قوات الاحتلال تشكيل خلايا مسلحة تابعة لكتائب القسام مع الشهيد علي علان ونادر الجواريش وموفق بداونة، حيث كثفت سلطات الاحتلال من نشاطاتها لاعتقاله أو اغتياله.

موفق بداونة
ولد الشهيد موفق عام 1963 لأسرة مستورة الحال، تعود جذورها إلى قرية رأس أبو عمار غرب مدينة بيت لحم، ودرس في مدارس الوكالة التابعة للمخيم ثم حصل على شهادة الثانوية العامة والتحق بكلية المجتمع العربي في الأردن، ثم عاد إلى أرض الوطن وعمل في مجال البناء.

كان حنونا لدرجة لا توصف، ولم يرد سائل طرق بابه وكان يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصه، هكذا قالت ابنته منار وتشير إلى أن والدها كان مرتبطاً بالمسجد ويصلي به معظم الأوقات، وكان يحفظ الكثير من القرآن.

كان طلبه للشهادة يزداد حينما يكون صائما حيث كان يصوم باستمرار يومي الاثنين والخميس، وظهرت عليه ملامح الحزن الشديد يوم استشهاد صلاح شحادة.

والتزم بصفة السر والكتمان خلال عمله في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، وله ثلاثة أبناء وثلاثة بنات وهم منار، ومرام، وعبد الرزاق، ومجد، وعلاء، وعزالدين.

موعد الشهادة
بتاريخ 23/3/2003م كان الجو ماطرا جدا وكانت السماء تنهمر بغزارة وكان الشهداء الثلاثة يستقلون مركبة، يقودها الشهيد موفق بداونة.

وعندما وصلت السيارة إلى فندق الشبرد في حي السينما وسط مدينة بيت لحم، كانت تسير معهما سيارة أخرى مشابه تماما لنفس السيارة، وقد تعرضت السيارتين لإطلاق النار من قوات الاحتلال، واستشهد في عملية الاغتيال القساميين موفق بداونة ونادر الجواريش وعلاء عياد.

أما السيارة الأخرى فقد استشهدت فيها الطفلة كريستين سعادة، وأصيب والدها وشقيقها بجروح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى