تقارير

22 عاماً على استشهاد خبير المتفجرات بالقسام أمجد الفايد وشقيقه محمد من جنين

الضفة الغربية-خدمة حرية نيوز:

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ22 لاستشهاد خبير المتفجرات في كتائب الشهيد عز الدين القسام أمجد الفايد، وشقيه محمد الفايد، في اليوم الخامس لاجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، بتاريخ 07 نيسان/ أبريل لعام 2002.

ينحدر شهيدنا القسامي من قرية زرعين الواقعة شمال مدينة جنين، والواقعة داخل أراضينا المحتلة عام 1948، قبل أن يهجَّر ذووه قسرا إلى مخيم جنين للاجئين، ليرى النور هناك قبل عام 1971 ، ويشهد عيشة اللاجئ المبعد عن أرضه.

اضطر للخروج من مدرسته رغم كونه من المتفوقين جدا في دراسته، لدرجة أنه كان من الأوائل على مستوى المدرسة، إلا أن ضيق ذات اليد وعبء والده المثقل بتربية إخوانه الأربعة عشر، دعاه إلى ترك المدرسة لمعونتهم ومعونة والده، الذي رحب على مضض بهذه الفكرة.

رهن شهيدنا القسامي البطل حياته لخدمة أهله وذويه ودعوته، ولقى الله أعزباً بعيدا عن نعيم الدنيا لينعم في آخرته، فقد بقي شهيدنا القسامي في خدمة ذويه وكان كل ما يملك من نقود تحت تصرف كل إخوانه مهما كانت حاجته للنقود.

مهندس قسامي
برع في صنع الميكانيكيات وقام بصناعة مضخة صغيرة للإسمنت المخلوط، إلى جانب صناعة رافعة كهربائية للمواد الثقيلة إلى الطوابق العليا من مواد محلية الصنع بخراطة يدوية، ولم تكن هذه نهاية المطاف، فقد حصل على براءة اختراع بمشاركة مهندس ميكانيكي من جامعة بيرزيت، لاختراعهما محول سرعات للسيارات.

وفي الانتفاضة الأولى، اعتقل الاحتلال القسامي أمجد لمدة ستة أشهر، قضاها في سجن نابلس المركزي، لمشاركته في أحداث الانتفاضة، إلى جانب إصابته برصاص الاحتلال في إحدى قدميه.

بقى الشهيد القسامي في ركب المجاهدين، فكان سباقا في التصدي للاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين، ولقّن برفقة المجاهدين جيش الاحتلال درسا قاسيا، وكبدوه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ما ساهم في إفشال مخطط الاحتلال لاقتحام المخيم، رغم الدبابات والطائرات وأرتال الجنود.

وأمام ثبات المجاهدين، قام الاحتلال الإسرائيلي باقتراف مجزرة وحشية وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ورؤوس المقاومين الذين احتموا بها من زخات رصاص الطائرات، ليطوي شهيدنا القسامي أمجد آخر يوم له تحت أنقاض أحد المنازل، لتجد عائلته جثمانه يوم السبت الموافق 20/4/2002.

ترك الشهيد أمجد كلمات في وصيته قال فيها: “كفكف دموعك ليس في عبراتك الحرّى ارتياحي.. هذا سبيلي، إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي”.

شقيقه الشهيد محمد
ولد الشهيد القسامي محمد الفايد عام 1983 في محافظة جنين ، وينحدر الشهيد من بلدة زرعين إحدى القرى التابعة لمدينة جنين قبل أن يحتلها الصهاينة في العام 1948 ، ويشرد أهله إلى مخيم جنين للاجئين.

ونشأ محمد بين أحضان عائلة مجاهدةٍ، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ربت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة، وفي المسجدِ كانت له صولات وجولات، فكان محافظًا على الصلاة في المسجد، داعيًا إلى الخيرِ، كما كان متميزًا بالهدوء، فكسب قلوب جميع من حوله من الأهل والأحباب والأصدقاء، كما كان بارًا بوالديه حنونًا عليهما.

ومحمد هو الابن الثاني عشر لإخوانه الأربعة عشر، وكان يوصف بالطول الفارع وقوة البنية، وكان رفيع الأخلاق، مهذب في الحديث مع عامة الناس، فقد كان محبوباً لوالديه وكان مطيعاً لهما في المنشط والمكره، وكان محبا لجميع أهله، فيمزح مع أخوته واخواته يحبهم ويحبونه، وكان عطوفا رحيما يساعد الفقراء بما استطاع ويشارك في الأفراح والأحزان.

عشق الشهيد القسامي محمد الجهاد مبكرًا، ليتقدم الصفوف، وهو يتمنّى الشهادة في سبيل اللهِ تعالى، حاملًا هم وطنه ودينه، فحقق أمنيته بالانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في سن مبكرة من عمره.

وقد كان القسامي محمد الذراع الأيمن لأخيه المهندس القسامي أمجد في تصنيع العبوات، حيث كان مختبر التصنيع في منزل شقيقه أمجد الذي نسفته قوات الاحتلال بعد اكتشافه.

بعد أن أتم مع شقيقه تصنيع كافة العبوات الناسفة المطلوبة انضم إلى صفوف إخوانه المجاهدين المسلحين من فصائل المقاومة الفلسطينية للدفاع عن مخيم جنين في الملحمة البطولية، وبعد أيام من بداية الاجتياح شاهده أشقاءه وهو يلبس لباس كامل لجندي صهيوني أجهز عليه بيديه.

موعد الشهادة
في اليوم الخامس للاجتياح دقت ساعة الشهيد للانضمام إلى رفاقه الشهداء ونيل المنى، بعد اشتباك مسلح يرتقي إثره شهيدا ملتقيا بشقيقه الشهيد في نفس اليوم أمجد الفايد، وابن عمه في الاجتياح السابق القسامي إبراهيم الفايد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى